أول صحابي استلم الحجر الأسود

إنَّ أول صحابي استلم الحجر الأسود هو عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وهو أول من ربطه بالفضة،[١] وجدد بناء الكعبة المشرفة فأدخل فيها ستة أذرع من الحجر وجعل لها بابين على قواعد إبراهيم،[٢] والحجر الأسود هو حجر نزل به جبريل -عليه السلام- من الجنة على سيدنا إبراهيم الخليل -عليه السلام- في الكعبة المشرفة ووضعه في الركن الشرقي، ويعتبر الحجر الأسود ذو شرف وله مرتبة عظيمة للكعبة المشرفة؛ فهو حجر نزل من الجنة كما أنَّه من الأحجار الكريمة وياقوتةٌ من ياقوت الجنة.[١]


نبذة عن عبد الله بن الزبير

نسب عبد الله بن الزبير ونشأته

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي -رضي الله عنه-، وأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق، يكنى بأبي بكر،[٣] وأبوه عبد الله بن الزبير أحد العشرة المشرين بالجنة،[٢] وهو من أوائل المسلمين الذين ولدوا في المدينة بعد الهجرة، وتحديدًا في قباء، وقد فرح الرسول -صلى الله عليه وسلّم- والمسلمون بمولده لأنَّ اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد؛ فحنَّكه رسول الله بتمرة لاكها في فِيه وسماه عبد الله، ونشأ نشأةً صالحةً منذ صغره وشبّ محبًّا للجهاد؛ فقد شهد معركة اليرموك وخاض عمليات فتح إفريقيا والمغرب تحت قيادة عبد الله بن سعد،[٣] وشارك بغزو القسطنطينية مع خالته عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، والتي كانت تكنى باسمه لأنَّها لم تنجب ولدًا، وكان ممن لهم دور في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-،[٤] وكان -رضي الله عنه- زاهدًا صوامّا قوامّا فقد قيل عنه أنَّه كان يقسم الدهر ثلاث ليال؛ ليلة وهو قائم حتى الصباح وليلة وهو راكع حتى الصباح، وليلة وهو ساجد حتى الصباح.[٢]


خلافة عبد الله بن الزبير

تولى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- الخلافة سنة أربع وستين للهجرة وحتى السنة الخامسة والستين للهجرة،[٢] بعد وفاة يزيد بن معاوية -رضي الله عنه-، وأعلن نفسه خليفة على كل من الكوفة، والبصرة، ومصر، وخراسان، والشام.[٣]


وفاة عبد الله بن الزبير

بعد مقتل مصعب بن الزبير -رضي الله عنه- توجه الحجاج الثقفي إلى الحجاز ليشنَّ حصارًا على مكة؛ فأصابتهم مجاعة كبيرة، فذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر ليستشيرها ماذا يفعل بعدما تخلى عنه الناس فقالت له: "إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، لا تمكّن غلمان بني أميّة، وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك ومن معك؛ القتل أحسن"، فقال: "يا أُمَّتِ، إني أخاف إن قتلوني أن يمثِّلوا بي"، قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها"، فخرج -رضي الله عنه- للقتال واستشهد في المعركة عام ثلاث وسبعين للهجرة وكان عمره اثنان وسبعون سنة، وانتهت دولته التي استمرت تسع سنوات بوفاته -رضي الله عنه-.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب د. محمود بن أحمد الدوسري (31/8/2019)، "الحجر الأسود من الجنة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث جلال الدين السيوطي (10/11/2019)، "عهد بن اُمية - عبد الله بن الزبير "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث الدكتور راغب السرجاني (1/5/2006)، "عبد الله بن الزبير"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.
  4. الموسوعات الثقافية المدرسية (1/6/2015)، "عبدالله بن الزبير رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.