أين دفن عثمان بن عفان؟

دُفن الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في حش كوكب شرقي مقبرة البقيع في المدينة المنورة، وحش كوكب هو بستان في المدينة المنورة، حيث كان عثمان بين عفان -رضي الله عنه- قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أول من دُفن فيه،[١]وجرى دفنه -رضي الله عنه- ليلاً وسرًّا بعد ثلاثة أيام من وفاته،[٢] وكان وفاته في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من العام الخامس والثلاثين من الهجرة، وكان يبلغ من العمر اثنين وثمانين، وقيل ست وثمانين، وقيل ثمانٍ وثمانين، وقيل ثمانين، وقيل تسعين سنة.[٣][٤]


استشهاد عثمان بن عفان

نشبت فتنة في النصف الثاني من خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وقُتل ظلماً على إثرها، بعدما مُنِع من الطعام والشراب عنه وتم حصاره وقتله في منزله، وفيما يلي تفصيل ذلك:


سبب قتله

في أواخر عهده -رضي الله عنه- ومع اتساع الفتوحات الإسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام، أراد بعض الحاقدين على الإسلام إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم، وكان في مقدمتهم اليهود الذين يرأسهم عبد الله بن سبأ، الذي ادعى الإسلام وقاد هذه الفتنة، وكان لهؤلاء أيضاً مطامع شخصية كثيرة، فمنهم من عاقبه عثمان بحدٍ أو تعزيرٍ فنقم عليه، ومنهم من طمع في المال، ومنهم من أغراه لين عثمان ورحمته وإحسانه إليه، ومنهم من كان ناقماً على الدين.[٥]


فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان، ويلفقون عليه تهماً باطلة، ويحرضون الناس على الثورة، فشاركهم جماعة من أهل مصر والكوفة والبصرة وغيرها، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم، وقد حشدوا له وحاصروه في داره قرابة الأربعين يوماً، ومنعوه من الصلاة بالمسجد، ومن الطعام والماء.[٥]


كيفية قتله

عندما حاصر الخوارج بيت عثمان -رضي الله عنه-، وحاولوا الدخول إليه لكن دون جدوى لوجود بعض الصحابة عنده، فكانوا يحمونه ويمنعون دخوله، استعد الصحابة لقتالهم وردهم، إلا أن الخليفة عثمان منعهم من ذلك، فلم يرد أن تسيل قطرة دم لمسلم، فأبى عليهم وأمرهم بالانصراف، فهو يعلم أنه المراد لا غيره، وفي ذلك طاعة منه للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث أخبره في حياته أنه ستصيبه بلوى وسيموت شهيداً، وعهد إليه أن يصبر عليها، فأطاعه -رضي الله عنه- ولم يخالف أمره ولم ينقض عهده.[٦]


جاء في الحديث: (فلمَّا كان يَومُ الدَّارِ وحُصِرَ فيها، قُلنا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ألَا تُقاتِلُ؟ قال: لا، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَهِدَ إليَّ عَهدًا، وإنِّي صابِرٌ نَفْسي عليه)،[٧] فاقتحموا داره، وهجموه بالسيوف، وكان -رضي الله عنه- صائماً والمصحف في حجره يقرأ فيه، فضربوه بالسيوف وسال دمه على المصحف، فقامت زوجته لتتلقى الضرب عنه فأصاب السيف أصابعها فقطعها، وطعنوه عدة طعنات، ومات شهيداً -رضي الله عنه-، وسمي يوم قتله يوم الدار؛ لأنّهم هجموا عليه في داره وقتلوه بها، وكان مقتله -رضي الله عنه- بداية الفتنة بين المسلمين.[٨]


المراجع

  1. السمهودي، وفاء الوفاءبأخبار دار المصطفلى، صفحة 98. بتصرّف.
  2. "استشهاد عثمان بن عفان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2022. بتصرّف.
  3. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1048. بتصرّف.
  4. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 578. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "مقتل عثمان وموقف علي ومعاوية من قتلته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2022. بتصرّف.
  6. "وقفات مع قتل عثمان بن عفان ، وهل بين القتلة أحد من الصحابة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2022. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24253، صحيح.
  8. ابن الطقطقي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، صفحة 103-104. بتصرّف.