موافقة عمر للقرآن

وافق القرآن الكريم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في عدد من المواضع، حيث ورد عنه أنَّه قال: "وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْحِجَابِ، وَفِي أَسَارَى بَدْرٍ، وَفِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-"،[١]وقد بشّره النبيّ -عليه السلام- بالجنّة فقال: (بَيْنا أنا نائِمٌ إذْ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فإذا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إلى جانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا؟ فقالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا. قالَ أبو هُرَيْرَةَ فَبَكَى عُمَرُ، ونَحْنُ جَمِيعًا في ذلكَ المَجْلِسِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ عُمَرُ: بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللهِ، أعَلَيْكَ أغارُ؟)،[٢][٣] وفي الآتي سرد لمجموعة من الآيات التي وافقت عمر بن الخطاب في هذا المقال:


الآيات التي وافقت عمر بن الخطاب

وافق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- القرآن في عدد من المواضع وفيما يأتي ذكرها:[٤][٥]


موافقته للقرآن الكريم في نزول آية الحجاب

قال عمر -رضي الله عنه-: (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أمَرْتَ نِسَاءَكَ أنْ يَحْتَجِبْنَ، فإنَّه يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ فإنَّه يُكَلِّمُهُنَّ البَرّ والفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ).[٦]


موافقته للقرآن الكريم في اتّخاذ مقام ابراهيم مكانًا للصلاة

قال: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِن مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِن مَقَامِ إبْرَاهِيم مُصَلًّى}).[٦]


موافقته للقرآن الكريم في قوله لنساء النبي عندما اجتمعن على النبي

قال: (قُلتُ لهنَّ: (عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبَدِّلَهُ أزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ)، فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ).[٦]


موافقته للقرآن الكريم في الامتناع عن الصلاة على المنافقين

فقد حاور عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في الصلاة على المنافقين وبيّن أنَّه يفضّل الامتناع عنها، وقد نزلت الآية القرآنيّة التالية بعد ذلك الحوار فقال -عزّ وجلّ-: {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ}.[٧]


موافقته للقرآن الكريم في أسرى بدر

بيّن رأيه بأن يقتل الأسرى ولا يؤخذ منهم الفداء، وقد بيّن أبو بكر رأيه بأن يؤخذ منهم الفداء، ولمّا أخذ الفداء نزلت الآية الكريمة فقال -عزّ وجلّ-: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ}، إلى قوله: {لَمَسَّكُم فيما أَخَذتُم}.[٨]


موافقته للقرآن الكريم في رغبته الشديدة لتحريم الخمر تحريمًا قطعيّاً

كان يدعو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دائماً ليبيّن الله -تعالى- حرمة الخمر، وظلّ يلحّ بالدعاء حتّى نزلت الآيات القرآنيّة التي حرّمت الخمر تحريماً قطعيّاً؛ فقال -عز وجل-: {إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}.[٩]


موافقته للقرآن الكريم في بيان حال الاستئذان

دخل أحد الغلمان على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو نائم وقد دعا الله -تعالى- ليبيّن الاستئذان؛ فنزل قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[١٠]



المراجع

  1. الآجري]، الشريعة للآجري [، صفحة 1895. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3680، حديث صحيح.
  3. د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان (7-1-2017)، "شرح حديث: أعليك أغار يا رسول الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2021. بتصرّف.
  4. علي محمد الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 31-33. بتصرّف.
  5. عبد السلام بن محسن آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 368-373. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:402، حديث صحيح.
  7. سورة التوبة، آية:84
  8. سورة الأنفال، آية:67-68
  9. سورة المائدة، آية:91
  10. سورة النور، آية:58