من هي حفصة بنت عمر؟

هي الصحابية الجليلة وأم المؤمنين السيدة حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، العدويّة القرشيّة، وأمها الصحابيّة زينب بنت مظعون أخت الصحابي عثمان بن مظعون، وقد وُلدت حفصة في مكة قبل البعثة بخمس سنين، وكانت قبيلة قريش تقوم ببناء الكعبة في ذلك الوقت، تزوجت حفصة من خُنيس بن حذافة السهمي وأسلما معاً ثمَّ هاجرا إلى المدينة، ثمَّ توفي خُنيس، فقام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالبحث عن زوج صالح لابنته حفصة، فعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال له بأنَّه لا يريد الزواج، ثمَّ عرضها على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فسكت، فغضب منه عمر، وقد كان أبو بكر وعثمان يعلمان بأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد الزواج بحفصة، لكنَّهما لم يريدا إفشاء سره، ثمَّ تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]


مواقف حفصة بنت عمر مع الرسول

عاشت حفصة -رضي الله عنها- في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانت كغيرها من أمهات المؤمنين، ذات خلق ودين وطاعة لله ورسوله، لكنَّها كانت كغيرها من النساء تغار على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أزواجه، وهذه هي طبيعة كل امرأة متزوجة تحب زوجها، فكانت حفصة تتحزب مع عائشة وغيرها من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ضد الأخريات، وكانت تجري بينهن بعض المناوشات الكلامية، وقد أغضب ذلك الأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعتزلهنَّ شهراً كاملاً، وجاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فزجرها ووعظها، وقد رُوي عنه في الحديث: (اجْتَمع نِسَاءُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَيْرَةِ عليه، فَقُلتُ لهنَّ: عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبَدِّلَهُ أزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ).[٢][٣]


غيرة حفصة على الرسول

ومن تلك المواقف التي تُظهر غيرة حفصة -رضي الله عنها- على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما جرى في إحدى المرات بينها وبين عائشة، عندما كانتا خارجتين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولندع عائشة تحكي لنا ما جرى، تقول عائشة: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بيْنَ نِسَائِهِ فَطَارَتِ القُرْعَةُ علَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ فَخَرَجَتَا معهُ جَمِيعًا، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كانَ باللَّيْلِ، سَارَ مع عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ معهَا، فَقالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ، فَتَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ؟ قالَتْ: بَلَى، فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ علَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ علَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، فَجَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعليه حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ ثُمَّ سَارَ معهَا، حتَّى نَزَلُوا، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ تَجْعَلُ رِجْلَهَا بيْنَ الإذْخِرِ وَتَقُولُ يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا، أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي رَسولُكَ وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ له شيئًا).[٤]


غضب الرسول وطلاقه لحفصة

في يوم من الأيام أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوجته حفصة بسر وأمرها أن تكتمه، لكنها أفشت سره، وأخبرت به صديقتها عائشة، فغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- على حفصة غضباً شديداً، وطلّقها تطليقةً واحدةً، ثمَّ جاءه جبريل وأمره بأن يعيدها إلى عصمته فأعادها، وقد أنزل الله -تعالى- في ذلك قرآناً يتلى، قال -تعالى-: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.[٥][٦]


المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 8. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:4916، حديث صحيح.
  3. خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 7. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2445، حديث صحيح.
  5. سورة التحريم، آية:3
  6. رقم السؤال269916 (17/7/2017)، "ماهو سبب تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.