صحابة رسول الله رضي الله عنهم

إنَّ صحابة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين؛ فعندما اصطفى الله -سبحانه وتعالى- نبيه محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- اختار له أصحابه ليكونوا سندًا وعونًا له ولينصروه في دعوته لهذا الدين العظيم،[١] والعلاقة التي تربط الصحابة -رضي الله عنهم- وأرضاهم مع النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- هي علاقة قوية جدًا ومتينة ومبنية على الحب،[٢] فقد تبين حب الصحابة وطاعتهم لنبيهم -عليه السلام- بمواقفهم العملية التي لا تعدُّ ولا تحصى، والقائمة على التضحية وبذل الأرواح والنفوس والأموال، والتي تدلُّ على أنَّ محبتهم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كانت فوق كل شيء،[٣] عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)،[٤] ومن أقرب الصحابة -رضوان الله عليهم- من النبي وأسبقهم في نصرته والاقتداء به هم أبي بكر الصديق، ثمَّ الفاروق عمر بن الخطاب، ثمَّ ذو النورين عثمان بن عفان، ثمَّ الإمام علي بن أبي طالب، وغيرهم من الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-.[١]


الصحابي الذي لقب بذي النورين

الصحابي الذي لقَب بذي النورين هو عثمان بن عفَان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف.[٥]


لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين

سميَ عثمان بن عفّان بذي النورين لأنَّه تزوج من رقية بنت الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم-، وبعد وفاتها عام بدر تزوج من أختها أم كلثوم في ربيع الأول ودخل بها في جمادى الآخرة، فلُقّب بذي النورين لأنَّه تزوج بنتي الرسول،[٦] وقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فلو كانت عندنا ثالثةٌ لزوَّجناه).[٧]


نبذة عن عثمان بن عفان

ولد عثمان بن عفان بعد عام الفيل بست سنوات فهو أصغر من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بست سنوات،[٥] وهو ثالث الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن أوائل الصحابة الذين قدَموا كل ما يملكون في سبيل حبهم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ونصرته، وفي سبيل نهضة وعزة الدعوة الإسلامية؛ فقد أنفق -رضي الله عنه- جميع أمواله لتجهيز جيش كامل وشراء بئر رومة للمسلمين وكل ذلك في سبيل الله،[٨] وكان مهتمًا بالجمع بين العلم والعمل، وهاجر إلى الحبشة ثمَّ إلى المدينة،[٩] وهو من الذين قال بهم الله -سبحانه وتعالى-: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}،[١٠] وكان -رضي الله عنه- رجلًا شديد الحياء تستحي منه الملائكة،[٦] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَم-: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).[١١]


إسلام عثمان بن عفان

أسلم رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق وكان رابع من أسلم من الصحابة وكان عمره قد تجاوز الثلاثين.[٥]


جمع عثمان بن عفان للقرآن

إنّ السبب الذي دفع عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليجمع القرآن في مصحف واحد هو الخوف من تشتت آياته خصوصًا بعد اختلاف الطرق واللغات في قراءة القرآن، بين أهل الشام وأهل العراق،[١٢] فأرسل عثمان إلى حفصة أن ترسل له الصحف لكي ينسخوها في المصاحف ويعيدوها إليها، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق.[٦]


خلافة عثمان بن عفان

قبل وفاة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنشأ مجلسًا للشورى مكونًا من عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، وحدد عمر طريقة عمل هذا المجلس، وكان لعبد الرحمن بن عوف دور مفصلي وبارز في المجلس،[١٣] فرجع الأمر إليه وبعد التشاور فيما بينهم وبموافقتهم كلهم قرروا اختيار من يميل إليه الناس ويرغبونه خليفة للمسلمين، فوجد عبد الرحمن أنَّ أغلب الناس يختارون عثمان، فتولى هو الخلافة -رضي الله عنه-.


وفاة عثمان بن عفان

صلّى رضي الله عنه صلاة الصبح ذات يوم فلمّا فرَغ أقبل على الناس فقال: "إني رأيتُ أبا بكر وعمر أتياني الليلة فقالا لي: "صم يا عثمان فإنك تفطر عندنا، وإني أُشهِدكم أني وقد أصبحت صائمًا، وإني أعزم على من كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخرج من الدار سالمًا مسلومًا منه، ثم دعا بالمصحف فأكبَّ عليه -رضي الله عنه- ما طوى المصحف، وقتلوه وهو يقرؤه"،[٦] وتوفي في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة -رضِي الله عنه وأرضاه-.[١٤]


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالمجيد بن محمد مباركي (9/8/2017)، "صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  2. هاني مراد (23/3/2021)، "حب النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (5/3/2013)، "صور من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:15، (صحيح).
  5. ^ أ ب ت "ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث مصطفى عبدالباقي (11/7/2013)، "عثمان بن عفان رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه ابن عساكر، في تاريخ دمشق، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:46، حديث مرسل.
  8. الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله (24/4/2009)، "ذو النورين (عثمان بن عفان)"، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  9. إسلام ويب (28/12/2011)، "عثمان بن عفان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  10. سورة الأحزاب، آية:23
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401، (صحيح).
  12. إسلام ويب (30/12/2003)، "الأسباب التي حملت عثمان على جمع القرآن في مصحف واحد وحرق ما عداه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  13. محمد سهيل طقوش (24/9/2017)، "تولي عثمان بن عفان الخلافة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  14. د.راغب السرجاني (1/5/2006)، "مقتل عثمان وفتنة أبدا"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/4/2021. بتصرّف.