هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى، بن رياح بن عبد الله بن قرُط بن رزاح، بن عدي بن كعب بن لؤي، ابن غالب القرشي العدوي، ويلتقي نسبه مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كعب بن لؤي بن غالب،[١] وقبيلة بني عديّ التي يُنسب لها -رضي الله عنه- هي قبيلة عدنانية من قريش، وهي من بطون قريش العشرة ذات المكانة الرفيعة بين القبائل، وقد قال الزبير -رضي الله عنه- أنّ عمر كان من أصحابِ الشرف في قريش، فقد اتخذوا منه سفيراً في الجاهلية، تبعثه في الحروب وتردّ وتدافع به، وتُباهي بعمر -رضيَ الله عنه- أمام غيرها من المتفاخرين، وهذا يؤكد أنّ عمراً كان من رؤوس قريش وأشرافهم.[٢]


أسرة عمر بن الخطاب

زوجاته

تزوّج عمر -رضي الله عنه- من عدّة زوجات في الجاهلية وفي الإسلام، وفيما يلي ذكرهن:[٣]

  • زوجات عمر في الجاهلية:
  • زينب بن مظعون الجمحية: وهي أم عبد الله، وحفصة، وعبد الرحمن الأكبر -رضي الله عنهم أجمعين-، صحابية أسلمت وكانت من المهاجرات.
  • قريبة بنت أبي أمية المخزومية: وهي أخت أم المؤمنين أم سلمة، وقد طلقها -رضي الله عنه- بعد صلح الحديبية.
  • أم كلثوم مليكة بنت جرول الخزاعية: وهي أم عبيد الله، وزيد الأصغر، وقد طلقها أيضاً -رضي الله عنه- بعد صلح الحديبية.
  • زوجات عمر في الإسلام:
  • أم حكيم بنت الحارث بن هشام: وهي أم فاطمة، وكانت -رضي الله عنها- من الصحابيات.
  • جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح: كانت ممن عاصرن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد أنجبت لعمر عاصم، تزوجها -رضي الله عنه- في السنة السابعة للهجرة.
  • عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: وهي صحابية جليلة كانت من المهاجرات، أنجبت لعمر عياض، تميزت -رضي الله عنها- بفصاحتها وحسن جمالها ومنطقها.
  • أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هي ابنة فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، تزوجها عمر في السنة السابع عشرة للهجرة.
  • سبيعة بن الحارث: وهي أول النساء إسلاماً بعد صلح الحديبية.


أبناؤه

كان لعمر -رضي الله عنه- أربعة عشر من الأبناء، تسعة منهم ذكور، وخمس من الإناث، وفيما يأتي ذكر أسمائهن:[٤]

  • الذكور:
  • عبد الله: وهو من الصحابة الكبار الذين تركوا الأثر العميق في تاريخ الإسلام.
  • عبد الرحمن الأكبر: وكان من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • عبد الرحمن الأوسط: اختُلِف فيما إذا كان رأى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أم لم يره.
  • عاصم: ولد في عصر النبوة، في العام السادس بعد الهجرة، وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه.
  • عبيد الله: استشهد في معركة صفين، وقد كان -رضي الله عنه- من فرسان قريش.
  • زيد الأكبر: توفي ولم يكن له خلف.
  • زيد الأصغر: مات وهو صغير.
  • عبد الرحمن الأصغر.
  • عياض.
  • الإناث:
  • حفصة: وهي أم المؤمنين زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • جميلة: كانت -رضي الله عنها- من الصحابيات.
  • زينب: وهي أصغر أبناء عمر -رضي الله عنه-.
  • رقية.
  • فاطمة.


كنية عمر بن الخطاب وألقابه

عُرِف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بكنية أبي حفص، إلّا أنّها كنيةٌ فقط حيث لا ولد له بهذا الاسم،[٥] أمّا ألقابه -رضي الله عنه- فكان يطلق عليه عددٌ من الألقاب، وفيما يلي ذكرها:


أمير المؤمنين

كان الصحابي عمر -رضي الله عنه- أول من أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين، حيث كان المتداول في ذلك الوقت لقب الخليفة، كما ذكر ذلك ابن سعد -رحمه الله في طبقاته، فقال: "أنّه لما مات أبو بكر -رضي الله عنه- وكان يُدْعَى خليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال المسلمون: من جاء بعد عمر قيل له: خليفة خليفة خليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم تدعون به الخليفة، يدعى به من بعده من الخلفاء، قال بعض أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: نحن المؤمنون وعمر أميرنا"، ومن بعدها أُطلق لقب أمير المؤمنين على عمر -رضي الله عنه-.[٦]


الفاروق

كان إسلام عمر -رضي الله عنه- نقطة تغيير في عهد الإسلام، ويعود ذلك لقوته وشدته، فقد أعز الله الإسلام فيه -رضي الله عنه-، وقد روي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يدعو: (اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بأحَبِّ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ : بأبي جهلِ بنِ هشامٍ أو عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، فكان أحَبَّهما إليه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ)،[٧] وقد أطلق عليه هذا اللقب لأنّه -رضي الله عنه- استطاع التفريق بين الحقّ والباطل، وبين الإيمان والكفر.[٨]


شهيد المحراب

أطلق بعض أهل العلم لقب شهيد المحراب على عمر -رضي الله عنه-، وكان ذلك بعد وفاته، وذلك لأنّ سبب وفاته -رضي الله عنه- كانت طعنةً في محراب رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وهو يصلي بالناس صلاة الفجر.[٩]


صفات عمر بن الخطاب

الصفات الخُلقيّة

تفرّد عمر -رضي الله عنه- بشخصيّة فذّة، خدمت الإسلام فيما بعد، وفيما يلي ذكر بعض صفاته:

  • الزهد: اتصف عمر -رضي الله عنه- بزهده في الدنيا وزخرفها، والإقبال على ما عند الله تعالى، وكان قلبه وعقله معلق بالآخرة، فقد روى -رضي الله عنه- ذات مرّة ما حدث معه، فقال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ يُعْطِينِي العَطَاءَ، فأقُولُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلتُ: أَعْطِهِ مَن هو أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: خُذْهُ، فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَما جَاءَكَ مِن هذا المَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَالَا فلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ).[١٠][١١]
  • الهيبة: كان عمر -رضي الله عنه- ذو هيبة عظيمة، وشخصية قوية، يهابه كل من رآه أو التقاه، فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: "مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له"، وأيّده في ذلك عمرو بن ميمون -رحمه الله-، فقال: "شهدت عمر يوم طُعِن، فما منعني أن أكون في الصف المتقدم إلّا هيبته وكان رجلاً مهيباً، فكنت في الصف الذي يليه".[١٢]
  • التواضع: كان عمر متواضعاً على الرغم من عظمة هيبته في نفوس الصحابة ومن حوله، فكان ليّن الجانب مع الناس، هيناً ليناً، متواضعاً أمام خالقه، فلم يزده حُكمه لكثير من البلاد إلّا تواضعاً وخشية لله -عزّ وجلّ-.[١٣]


الصفات الخَلقيّة

أُثر عن عمر بن الخطاب صفات شكلية عديدة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[١٤][١٥]

  • أبيض البشرة.
  • أشيب الرأس.
  • طويل القامة.
  • أصلع الرأس.
  • أحمر الخديْن.
  • ضخم الجسم.
  • كثير شعر البدن.
  • جهوري الصوت.
  • سريع المشي.


إسلام عمر بن الخطاب

منّ الله -تعالى- على عمر بالإسلام في السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان عمره حينها ستة وعشرين سنة، ويُعدُّ إسلامه -رضي الله عنه- بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ في الدعوة الإسلامية، حتى أن ابن عباس -رضي الله عنه- قال في إسلامه: "أسلم مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة، ثمّ إن عمر أسلم فأصبحوا أربعين، فنزل جبريل -عليه السلام- بقول الله تعالى: (حَسبُكَ اللَّـهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ)،[١٦] فبمجرد إسلامه جهر بالدعوة لا يخشى أحداً، ويُروى في قصة إسلام عمر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أخذ بمجامع ثوبه ووعظه، وحثّه على الإسلام، فتشهّد -رضي الله عنه- وأسلم، فكان إسلامه فتحاً للإسلام والمسلمين، وفرجاً لهم.[١٧]


خلافة عمر بن الخطاب

مرض خليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أبو بكر الصديق في أيامه الأخيرة قبل وفاته، وفي فترة مرضه كلّف عمر -رضي الله عنه- بأن يصلّي بالناس بدلاً منه، وفي هذه الفترة عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب، وبعد وفاة أبو بكر استلم الخلافة عمر، وقام بها حقّ القيام،[١٨] وقد أظهر عمر -رضي الله عنه- في فترة خلافته الحكمة في الإدارة السياسية، والحزم والتدبير في إدارة شؤون المسلمين، والتنظيم للإدارة المالية، ورسم خطط الفتح وسياسة المناطق المفتوحة، والسهر على مصالح الرعية، فأقام العدل في البلاد، وجعل من الشورى أساس اتخاذ القرارات.[١٩]


مناقب عمر بن الخطاب

كان لعمر بن الخطاب الكثير من الفضائل في الإسلام، ممّا جعل له منزلة ومكانة خاصة فيه، وفيما يلي ذكر بعض مناقبه -رضي الله عنه-:[٢٠][٢١]

  • إخبار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه من أهل الجنّة.
  • خوف الشيطان منه، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إيهٍ يا ابْنَ الخَطَّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فجك).[٢٢]
  • جعل الله -تعالى الحقّ على لسان عمر وقلبه، حيث قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ جعَلَ الحَقَّ على لِسانِ عُمَرَ وقَلبِه).[٢٣]
  • شهادة صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- له بالعلم الوفير، فعن عبد الله -رضي الله عنه قال: "لو أنّ علم عمر وضع في كفة الميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة، لرجح علمه بعلمهم".


استشهاد عمر بن الخطاب

في فجر يوم الأربعاء خرج عمر -رضي الله عنه- ليصلي بالناس كالمعتاد، فوقف لينوي للصلاة وإذ برجل يدخل المسجد، يدعى أبو لؤلؤة المجوسيِّ، فطعنه بخنجرٍ ثلاث طعنات أو ست، إحداها تحت سرّته، وبعدها فر هارباً، فتصدّى له المصلّون، فراح يطعنهم يميناً وشمالًا، حتى أصاب ثلاثة عشر منهم، ثم طعن نفسه فمات منتحراً، وبعدها نُقل عمر إلى حجرته وهو ينزف الدم، وتوفِّي بعد هذه الحادثة بثلاث ليال، ودُفن بالحجرة النبويّة بجانب أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن استأذن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.[٢٤]


المراجع

  1. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 370. بتصرّف.
  2. عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 44. بتصرّف.
  3. عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 33-35. بتصرّف.
  4. عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 36-37. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، "قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
  6. " الترادف بين ألفاظ: الإمام والخليفة وأمير المؤمنين"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6881، حديث حسن.
  8. "عمر بن الخطاب ـ الفاروق ـ"، إسلام ويب، 5/4/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/92021. بتصرّف.
  9. "الصحابي الذي أطلق عليه شهيد المحراب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/11/2008. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:7164، حديث صحيح.
  11. عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 336. بتصرّف.
  12. عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 345. بتصرّف.
  13. عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 350. بتصرّف.
  14. ابن الجوزي، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 14. بتصرّف.
  15. عبد السلام بن محسن آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 92-102. بتصرّف.
  16. سورة سورة الأنفال، آية:64
  17. محمد رضا، الفاروق عمر بن الخطاب، صفحة 10-14. بتصرّف.
  18. "خلافة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه ."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
  19. "عمر بن الخطاب"، قصة الإسلام، 23/4/2015، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
  20. "فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/92021. بتصرّف.
  21. الزوائد ومنبع الفوائد **/i125&d1539&n123&c&p1 " أبواب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:6085، حديث صحيح.
  23. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:9213، حديث صحيح.
  24. أ.د: محمد سهيل طقوش (29/8/2017)، "استشهاد عمر بن الخطاب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.