الخلافة في الإسلام

جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّ خلافة النبوة مدتها ثلاثون سنة، وذلك في سنن أبي داود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (خلافةُ النُّبوَّةِ ثلاثونَ سنةً ثمَّ يؤتي اللَّهُ الملكَ من يشاءُ أو ملكَهُ من يشاءُ)،[١] وقد وقع هذا الزمن والوقت كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقعت الخلافة الراشدة التي خلفه فيها الخلفاء الراشدون الأربعة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم-.[٢]



خلافة عمر بن الخطاب

اسمه ونسبه

هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن لؤي بن غالب بن كعب القرشي العدوي، -رضي الله عنه-.[٣]


مولده

ولد -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.[٣]


بعض الفتوحات في عهده

من أعظم الانجازات والفتوحات التي تمّت في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اكتساح دولتي الفروس والروم وخضوعهما تحت راية الدولة الإسلامة،[٤] وبذلك اتّسعت رقعة الإسلام، وقد فُتحت العديد من البلاد على عهده؛ مثل القادسية، ونهاوند، وغيرها.[٣]


سمات خلافته

اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهده، وامتدت حدود الدولة الإسلامية لتصل حدود بلاد كثيرة، وقد اتسمت خلافته بالعدل وإحقاق الحق بين جميع الناس، وقد تمَّ في عهده إصدار الدواوين،[٤] وبناء العديد من المدن الجديدة، كالبصرة في العراق، وغيرها.[٣]


كيف انتهت خلافته؟

انتهت خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باستشهاده في فجر يوم الأربعاء الموافق السادس والعشرين من شهر ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة،[٤] على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذي طعنه وهو يصلي الفجر في محراب المدينة المنورة، وقد لقب بشهيد المحراب، بسبب استشهاده وهو يصلي بالناس إمامًا في محراب المسجد النبوي، -رضي الله عنه وأرضاه-.[٥]


فضائل عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أفضل الصحابة بعد الصّديق أبي بكر، ومن أهمّ ما جاء في الآثار عن فضل الفاروق -رضي الله عنه- نذكر طرفًا يسيرًا منها:[٦]

  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنا أنا نائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وعليهم قُمُصٌ، مِنْها ما يَبْلُغُ الثُّدِيَّ ومِنْها ما يَبْلُغُ دُونَ ذلكَ ومَرَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وعليه قَمِيصٌ يَجُرُّهُ قالُوا ماذا أوَّلْتَ ذلكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الدِّينَ).[٧]
  • عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنا أنا نائِمٌ، إذْ رَأَيْتُ قَدَحًا أُتِيتُ به فيه لَبَنٌ، فَشَرِبْتُ منه حتَّى إنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي في أظْفارِي، ثُمَّ أعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالوا: فَما أوَّلْتَ ذلكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: العِلْمَ).[٨]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (بيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ قَالَ: بيْنَا أنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا. فَبَكَى عُمَرُ، وقَالَ: أعَلَيْكَ أغَارُ يا رَسولَ اللَّهِ).[٩]
  • عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ منهمْ).[١٠]


المراجع

  1. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:439، حديث حسن.
  2. رقم الفتوى: 158991 (19/6/2011)، "الخلافة في التاريخ الإسلامي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري (15/5/2011)، "الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (3)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت [مجموعة من المؤلفين]، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 86. بتصرّف.
  5. رقم الفتوى: 115542 (30/11/2008)، "الصحابي الذي أطلق عليه شهيد المحراب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  6. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري (15/5/2011)، "الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (3)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2390، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2391، حديث صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3680، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2398، حديث صحيح.