عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعَدِّ بن عدنان، أعز الله -تعالى- الإسلام به، فقد كان دائماً ما يدعو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بأحَبِّ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ: بأبي جهلِ بنِ هشامٍ أو عُمَرَ بنِ الخطَّابِ)،[١] فكان شديداً على المشركين جداً، قوياً بالحقّ، فيُذكر أنّه لم يُصلِ المسلمين عند الكعبة المشرفة إلّا بعد إسلام عمر -رضي الله عنه-،[٢] وفي هذا المقال ذكر خلق من أبرز أخلاق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ وهو الزهد.


زهد عمر بن الخطاب

كان الزهد في حياة أمير المؤمنين -رضي الله عنه- من أبرز الأخلاق الظاهرة عليه، فقد كان يعيش ببدنه بين الناس، أمّا قلبه وعقله فكانا معلقان بالآخرة، فكان يزهد في أكله وشربه ونومه ولبسه، فقد تأخر ذات مرة عن صلاة الجمعة، وذلك لرداءٍ كان يغسله ويلبسه وليس له غيره، فزهد في الدنيا وملذّاتها، وزهد عن الراحة، وأكبّ على الفتوحات والجهاد في سبيل الله -تعالى-، وقد شهد لعمر -رضي الله عنه- الصحابي معاوية فقال: "أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها".[٣]


مواقف من زهد عمر بن الخطاب

  • كان عمر -رضي الله عنه- قد أصاب مالاً يوم خيبر، فتوجّه -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال له: ما عندي مال خير من هذا المال، ضعه فيما شئت يا رسول الله، فأرشده رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يضع هذا المال وقفاً لله -تعالى-، فأوقفه عمر -رضي الله عنه- في اليتامى، ولذي القربى والمساكين، حتى ذُكر أنَّه -رضي الله عنه- مات وعليه دين، وكان قد كلّف ابنه أن يَسدَّه عنه.[٤]
  • يُذكر أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنفق نصف ماله في غزوة تبوك، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّ المسلمين في غزوة تبوك على الإنفاق بسبب كثرة المشركين، وبُعد مكانها، وكان قد وعد المنفقين بالأجر العظيم من الله -عزّ وجلّ-، فكان عمر -رضي الله عنه- حريصاً على ذلك، فقال: (أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ نتصدقَ، فوافقَ ذلك عندي مالًا فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُهُ يومًا قال: فجئتُ بنصفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ قلتُ مثلهُ، وأتى أبو بكرٍ بكُلِّ ما عنده، فقال يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أسبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا).[٥][٦]
  • يُروى أنّ عمراً -رضي الله عنه- دخل على ابنته حفصة -رضي الله عنها-، فقدّمت إليه مَرَقاً وخبزاً، وكان مع المرق زيت، فقال: "أدمانٌ في إناءٍ واحدٍ! لا أذوقه حتى ألقى الله -عزّ وجلّ-".[٧]
  • روى أبو عثمان -رضي الله عنه- أنَّه كان يرى أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وهو يلبس إزاراً مرقوع بقطعة جراب، حيث كان زاهداً في لبسه -رضي الله عنه-.[٧]


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6881 ، حديث حسن.
  2. مصطفى عبد الباقي (10/7/2013)، "عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 9/6/2021.
  3. "أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها"، طريق الإسلام، 31/3/2015، اطّلع عليه بتاريخ 9/6/2021. بتصرّف.
  4. محمد حسن عبد الغفار، كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3675، حسن صحيح.
  6. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 449. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة ط العلمية، صفحة 137. بتصرّف.