التعريف بزينب بنت خزيمة

هي أمّ المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، وقد دخلت بيت النبوّة ونالت شرف أن تكون أُمَّاً للمؤمنين رغم أنّ حياتها بعد زواجها من النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّت مروراً سريعاً، حيث تُوفّيت بعد فترةٍ قصيرة.[١]


وعندما بُعِث النبي -صلى الله عليه وسلم- وبزغ نور الإسلام في مكّة تعلّق قلب زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بهذا الدين الحنيف الذي يدعو فيه النبي إلى التوحيد، وترك عبادة الأصنام، فأسلمت وحسُن إسلامها،[٢] ومن الجدير بالذّكر أنّ زينب -رضي الله عنها- هي أخت أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- من نفس الأم، وكِلاهما من بني هلال.[٣]


وقد تعدّدت الآراء في نسبها لأمّها، وتعدّدت الأقوال أيضاً في وفاتها وعمرها عند ذلك، ورجّح العديد من أهل العلم أنّها -رضي الله عنها- توفّيت وكان عمرها حينئذ في الثلاثين، وهو القول المنقول عن ابن حجر وعن الواقدي -رحمهما الله-، ودُفِنت -رضي الله عنها- في البقيع، فكانت أوّل مَن يُدفن فيها من أمّهات المؤمنين.[١]


زواج النبي من زينب بنت خزيمة

قيل إنّ زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- كانت متزوّجة أولاً من طفيل، ثمّ بعد وفاته تزوّجها عُبيدة، وهُما ابنان للحارث بن عبد المطلّب عمّ النبيّ الكريم، ثمّ بعد وفاة عبيدة تزوّجها عبد الله بن جحش أخو زينب بنت جحش -رضي الله عنها- وابن عمّة النبي -عليه الصلاة والسلام-.[٤]


ولمّا استُشهد عبد الله بن جحش -رضي الله عنه- في غزوة أُحُد تقدّم لها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وتزوّجها، وعاشت معه بعد زواجهما شهرين أو ثلاثة أشهر أو نحو ذلك،[٤] وقد كان زواج النبي الكريم من زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- في العام الثالث من الهجرة.[٥]


من فضائل زينب بنت خزيمة

اشتهرت أمّ المؤمنين زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بلقب "أمّ المساكين" بين النّاس، لأنّها كانت تحنّ وترقّ على الفقراء والمحتاجين والمساكين، وتقضي حوائجهم، وترأف بحالهم، وتُحسن إليهم،[٦] وقد تميّزت بهذه الصفة منذ صغرها، وظلّت تُلقّب بذلك حتى تُوفّيت وانتقلت إلى الرفيق الأعلى.[٧]


ورغم أنّ حياتها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت قصيرة إلا أنّ حجرتها -رضي الله عنها- غدت مقصداً للفقراء والمساكين والمحرومين والمحتاجين والجائعين، فكانت تدّخر ما تختصّ به من الطعام والنفقة فتجعله لهؤلاء شفقةً ورحمةً بهم، وابتغاء نيل رضا الله -عز وجل-.[٧]


وكانت قبل زواج النبي -عليه الصلاة والسلام- منها من النّساء الصابرات المضحّيات، فقد صبرت على استشهاد زوجها في غزوة أحد، وقيل إنّها كانت تُسعف المرضى والجرحى حينها، ولم تتخلّ عن ذلك بعد وفاة زوجها، وظلّت صابرة حتّى عوّضها الله -تعالى- فأصبحت أمَّاً للمؤمنين، وعاشت في كنف بيت النبوة تلك المدّة الباقية من حياتها.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب السيد الجميلى، نساء النبي، صفحة 79-82. بتصرّف.
  2. خالد الحمودي، أم المؤمنين زينب بنت خزيمة، صفحة 3. بتصرّف.
  3. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 20، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين، صفحة 415. بتصرّف.
  5. صالح المغامسي، التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية للمقدسي، صفحة 12، جزء 2. بتصرّف.
  6. ابن حبيب الحلبي، المقتفى من سيرة المصطفى، صفحة 104. بتصرّف.
  7. ^ أ ب خالد الحمودي، أم المؤمنين زينب بنت خزيمة، صفحة 9.
  8. ملك غلام مرتضى، تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 158، جزء 59. بتصرّف.