التعريف بسعيد بن المسيّب

هو التابعيّ سعيد بن المسيِّب بن حُزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو أحد الفقهاء السبعة من التابعين، وأبوه صحابيٌّ ظلّ إلى عهد عثمان -رضي الله عنه-، وجدّه صحابيّ اسمه حُزن، وقد استشهد في معركة اليمامة، وهو الذي غيّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- اسمه إلى سهل.[١]


وهذا ما رواه المسيّب -رضي الله عنه-، فعنه: (أنَّ أبَاهُ جَاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: ما اسْمُكَ؟ قالَ: حَزْنٌ، قالَ: أنْتَ سَهْلٌ. قالَ: لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي)، قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: "فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ"،[٢] أمّا والدة سعيدٍ فهي أم سعيد بنت حكيم بن أمية، وقد وُلد سعيد بن المسيب على القول المشهور بعد خِلافة عمر -رضي الله عنه- بأربعة أعوام.[٣]


وتُوفّي -رحمه الله- قبل وفاة عمر بن الخطاب بعاميْن، وبلغ من العمر اثنين وسبعين عاماً، أمّا أبناء سعيد بن المسيّب فهم:

  • من زوجته أم حبيب بنت أبي كريم: محمد، وسعيد، وإلياس، وفاختة، وأم عمرو، وأم عثمان.
  • من زوجته أم ولد: مريم.


سعة علم سعيد بن المسيب واهتمامه بالحديث

كان سعيد بن المسيّب غزير العلم، واسع الاطّلاع، وقال عنه عليٌّ بن المديني: "لا أعلم في التابعين أحداً أوسع علماً من سعيد ابن المسيب،... وهو عندي أجلّ التابعين"،[٤] وساعده على ذلك ولادته ونشأته في المدينة محضن العلم وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت المدينة حينها عاصمة الخلافة، ولم يُفارقها ابن المسيِّب إلا لحجٍّ أو عمرة.[٥]


وكان في المدينة جمعٌ من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، ولذلك استغنى ابن المسيّب بالمدينة عن غيرها، وانقطع إلى الصحابة والأعلام فيها ليأخذ من علمهم، وكان الصحابة يحبّونه لشدّة اهتمامه بالعلم وحديث النبيّ الكريم، فزوّجه أبو هريرة -رضي الله عنه- ابنته، واهتمّ به، فنهل ابن المسيّب من أبي هريرة معظم حديثه، ونهل كذلك الكثير من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.[٥]


فضائل ومناقب سعيد بن المسيب

تميّز سعيد بن المسيّب -رحمه الله- بالكثير من الفضائل والمناقب التي يصعب حصرها في مقالٍ واحدٍ، فهي غزيرةٌ وكثيرة، ومن أبرزها ما يأتي:[٦]

  • تعظيمه لحديث النبيّ الكريم

ويدلّ على ذلك ما أخرجه أبو نعيمٍ في حلية الأولياء، حيث قال: "دخل المطلب بن حنظب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع، فسأله عن حديث، فقال: أقعدوني، فأقعدوه، قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا مضطجع".


  • ثناء العلماء عليه

كان سعيد -رحمه الله- منارةً في العلم، وقد أثنى عليه الكثير من العلماء، فقال الذهبي عنه: "الإمام، أحد الأعلام، وسيد التابعين، ثقة حجة فقيه، رفيع الذكر، رأس في العلم والعمل"، وقال مكحول: "طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من سعيد".


  • حرصه على صلاة الجماعة

كان -رحمه الله- يحرص حرصاً شديداً على صلاة الجماعة في جميع أحواله، فلا يؤذّن للصلاة إلا وهو في المسجد،[٧] وقد قال: "ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة".


  • اجتهاده في قراءة القرآن

كان -رحمه الله- يُكثر من تلاوة القرآن الكريم، ويجهر به، ولا ينام حتى يقرأ سورة ص كل ليلة.


  • حرصه على الصوم والحج

كان -رحمه الله- يصوم أياماً كثيرة متتابعة، وقد سمعه ابن حرملة يقول: "لقد حججت أربعين حجة".


  • فضائل أخرى لسعيد بن المسيب

اشتهر -رحمه الله- بالزُّهد والورع والعفّة، والخوف من الله -تعالى- وخشيته، واستحضار مراقبته دائماً، ونُقِل عنه أنّه كان من مُجابي الدّعاء.

المراجع

  1. عبد الله الغنيمان، شرح فتح المجيد للغنيمان، صفحة 9، جزء 56. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسيب بن حزن، الصفحة أو الرقم:6190، صحيح.
  3. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 89-90، جزء 5. بتصرّف.
  4. المغراوي، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، صفحة 470، جزء 1.
  5. ^ أ ب التابعين "سعيد بن المسيب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2023. بتصرّف.
  6. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 676-681، جزء 1. بتصرّف.
  7. عبد القادر شيبة الحمد، فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 31، جزء 7. بتصرّف.