تعريف بعمر بن الخطاب ونسبه

  • هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي، بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح، بن عدي بن كعب بن لؤي القرشيّ العدوي، ووالدته هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على القول الأول، وفي ذلك تكون ابنة عمة أبي جهل، وقيل: هي حنتمة بنت هشام بن المغيرة، وعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وكان يُعرَف -رضي الله عنه- بكنية أبي حفص، وقد ولد عمر -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وقيل: ولد بعد عام الفجار الأعظم بأربع سنوات.[١]
  • وكان عمر أول من يلقّب بأمير المؤمنين من الصحابة، فقد كتب -رضي الله عنه- كتاباً إلى عامِله في العراق ليرسل له اثنين من الرجال ذوي قوةٍ وأمانة؛ وذلك ليسألهما عن حال العراق وأهلها، فأرسل له لبيد بن ربيعة وعديّ بن حاتم -رضي الله عنهما-، فلبوا النداء وذهبا ليلتقيا بعمر، فوصلا المدينة، ودخلا المسجد وفيه عمرو بن العاص -رضيَ الله عنه-، فقالا له: "استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر"، فقال عمرو: "أنتما والله أصبتما اسمه، إنّه الأمير ونحن المؤمنون"، فدخل عمرو فقال: "السلام عليك يا أمير المؤمنين"، فسأله عمر -رضيَ الله عنه-: ما بدا لك بهذا الاسم يا ابن العاص؟ فحدّث عمرو بن العاص عُمر -رضيَ الله عنهما- بما حَدَث، ولُقِّب بأمير المؤمنين من حينها.[٢]


زوجات عمر وأبناؤه

زوجاته

تزوّج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بإحدى عشرة زوجة، وفيما يأتي ذكرهنّ:[٣]

  • جميلة بنت أبي الأقلح، وقيل: كان اسمها عاصية، فغيّرهُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى جميلة.
  • أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المُغيرة.
  • فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد.
  • عاتكة بنت زيدٍ بن عمرو بن نُفيل.
  • أم كلثوم بنت جرول الخزاعيّة.
  • زينب بنت مظعون الجمحية.
  • قُريبة بنت أبي أمية.
  • أم كلثوم بنت علي.
  • مليكة بنت جرول.
  • لُهيّة.
  • فُكيهة.


أبناؤه

كان لعمر -رضيَ الله عنه- تسعة أبناءٍ من الذكور، وخمسةٌ من الإناث، وفيما يأتي ذكرهم:[٤]

  • الذكور:
  • عبد الله: وهو من كبار الصحابة.
  • عبد الرحمن الأكبر: وكان قد صاحب رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
  • عبد الرحمن الأوسط: كان قد رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ما رجحه الحافظ -رحمه الله-.
  • عاصم: وقد وُلد في عهد النبوة، في السادسة للهجرة، ويعدّ من صغار الصّحابة، وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمّه.
  • عبيد الله: كان من فرسان قريش وقُتل يوم صفّين.
  • زيد الأكبر: توفي وليس له أبناء.
  • زيد الأصغر، توفي صغيراً.
  • عبد الرحمن الأصغر.
  • عياض.
  • الإناث:
  • حفصة: وهي إحدى زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن أمّهات المؤمنين.
  • زينب: وهي أصغر أبناء عمر -رضي الله عنه-.
  • جميلة: من الصحابيات الجليلات.
  • فاطمة.
  • رقيّة.


عمر بن الخطاب قبل الإسلام

عُرف عمر بن الخطاب بقوة شخصيته، فقد كان من أشراف قريش وأبطالها، حتى انتهت إليه سفارة قريش؛ حيث كان -رضي الله عنه- سفيراً لهم في حال الحروب بينهم وبين غيرهم، وكانوا متفقون عليه حَكَماً بينهم، ويُفاخِرون به بين القبائل،[٥] وذلك لبلاغته وفصاحته -رضي الله عنه-، وقد تعلّم في شبابه الفروسيّة، والمصارعة، والشعر، وتاريخ قومه وأخبارهم، فقد كان الخطاب أبوه شديد التربية كما أخبر بذلك عمر -رضي الله عنه-، ممّا جعله يحمل المسؤولية وهو صغير العمر، فعَمِل بالتجارة وكسَب منها حتى أصبح من أغنياء مكة، وساعده نسبه في قريش على أن يتبوّأ مكانةً عاليةً بينهم، فكان يُدافع عن عبادات وعادات آبائه وأجداده في قريش؛ لذلك قاوم الإسلام في بدايته؛ خوفاً على النظام المكيّ منه.[٦]


إسلام عمر بن الخطاب

  • كان حدث دخول عمر -رضي الله عنه- في الإسلام حدثاً عظيماً في التاريخ، فقد أيّد الله به الإسلام والمسلمين، وقد ذكرت كتب السير في إسلام عمر أنّه خرج يوماً حاملاً سيفه متوجهاً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وبعض صحابته، فلَقيه رجل وأخبره بإسلامِ أخته فاطمة وزوجها.[٧]
  • فذهب إلى بيتها، وكانوا يقرؤون من سورة طه، فضرب زوج أخته، ولمّا جاءت فاطمة إليه دفعها دفعاً قوياً، حتى سال الدم منها، فرقّ قلبه بعد أن رأى حالها، وطلب منهما أن يقرأ من الصحيفة التي كانت معهما، فرفضت فاطمة ذلك حتى يغتسل، حتى تطهّر -رضي الله عنه-، وقرأ من فواتح سورة طه، فخشع لها قلبه.[٧]
  • فسأل عن مكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتى يُعلن إسلامه، فوجدهُ في بيتٍ عند الصفا، فلمّا دخل عليه، أخذه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بمجامع ثوبه ووعظه، فأسلم -رضي الله عنه- من لحظتها، وكان دخوله عزّ وقوة للمسلمين.[٧]
  • ومن أجل ذلك لقّبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالفاروق، لأنّه فرّق بإسلامه بين الخفاء بالدعوة وبين الإعلان فيها، حيث تميّزت جماعة المسلمين حينما دخل عمر في الإسلام، وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "إسلام عمر فتح، وهجرته نصر، وخلافته رحمة".[٨]


خلافة عمر بن الخطاب

  • تولّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة في العام الثالث عشر للهجرة بعد وفاة أبي بكر -رضي الله عنه-، وذلك بعد أن أوصى أبو بكر له بالخلافة، حيث رأى فيه من الصفات العظيمة التي تؤهله لذلك، والقدرة على تحمّل أعباء الخلافة، ومسؤوليّاتها، فكانت البيعة له بعد وفاة أبو بكر مباشرة، فاشتهرت فترة خلافته بالعدل والخير والرحمة.[٩]
  • تميّزت خلافة عمر عن خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- باتساع الدولة الإسلامية، واختلاف ظروفها، وهذا استدعى من عمر استحداث بعض الأمور التي لم يكن لها وجود من قبل، كالقضاء مثلاً؛ فلم يكن في خلافة أبو بكر قاضي متخصص حيث كان القضاء بيده، أمّا في خلافة عمر وبسبب التوسع في الفتوحات الإسلامية، وانشغاله -رضي الله عنه- بها، عيَّن بعض القضاة؛ وذلك للفصل في الخصومات بين الناس.[١٠]
  • فقد عيّن أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- قاضياً على البصرة، وقيس بن أبي العاص -رضي الله عنه- قاضياً على مصر، وكذلك بقيّة الأمصار يكون القاضي عليها من يُكلّفه الخليفة عمر.[١٠]


إنجازات عمر بن الخطاب

سجّل التاريخ عدداً من الإنجازات والأعمال التي قام بها عمر بن الخطاب في الإسلام، فيما يلي ذكر بعضها:[١١]

  • أول من دّون الدواوين.
  • توسعة المسجد النبوي.
  • إنشاء السجون الخاصة بالمجرمين الذين يرتكبون المخالفات الشرعية في منزل صفوان بن أميّة.
  • إنشاء المدن الجديدة.
  • أول من وضع البريد في الإسلام.
  • أول من وضع التاريخ الهجري.
  • إنشاء نظام المحاسبة، لمراقبة العمال.


استشهاد عمر بن الخطاب

طُعن أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- من قِبل أبي لؤلؤة وهو يصلّي الفجر في المسجد، وكان ذلك يوم الأربعاء، قبل انتهاء شهر ذي الحجّة بثلاثة أيام، فجلس بعد إصابته -رحمه الله- بثلاثة أيام، وكان عمر قبل طعنه يصلّي بالمسلمين إماماً، وبعد طعنه أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف، وقدّمه ليَؤُم بالمسلمين بدلاً عنه، وبعدما عَلِم -رضي الله عنه- أنّ مَن طعنه هو أبو لؤلؤة حمد الله أنّه لم يُقتل على يد مسلم، فبعث ابنه عبدالله إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مُستأذناً منها أن يُدفن بجانب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكر الصدّيق، فأذنت له بذلك، فدُفن معهما -رضي الله عنهم-.[١٢]


المراجع

  1. ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة، صفحة 137. بتصرّف.
  2. محمد حامد محمد، سيرة ومناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، صفحة 8-9. بتصرّف.
  3. سبط ابن الجوزي، كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 410. بتصرّف.
  4. عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 36. بتصرّف.
  5. جامعة المدينة العالمية، كتاب أصول الدعوة وطرقها، صفحة 340. بتصرّف.
  6. علي محمد الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 14-16. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت أبو الحسن الندوي، كتاب السيرة النبوية، صفحة 202-205. بتصرّف.
  8. عطية سالم، كتاب شرح الأربعين النووية، صفحة 5. بتصرّف.
  9. سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1581. بتصرّف.
  10. ^ أ ب عبد الوهاب النجار، الخلفاء الراشدون، صفحة 226-227. بتصرّف.
  11. محمد بن حسن المبارك، "الإنجازات التنموية الرائدة في عصر الخلافة الراشدة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  12. أبو العرب التميمي، المحن، صفحة 62-67. بتصرّف.