صفات أبي سعيد الخدري


صفات أبي سعيد الخدري الخَلقية

كان الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عَبْل العظام؛[١] أي ضخمٌ وغليظُ الذراعين،[٢] ولا يخضب؛ أي أن لحيته كانت بيضاء، ويحفي شاربه، ويلبس الخزّ؛[٣] وهو ما يُلبس من الصوف والإبريْسم من الثياب.[٤]


صفات أبي سعيد الخدري الخُلقية

تحلّى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- بالعديد من الأخلاق الحميدة والمكارم الحسنة، ومن أبرز الأخلاق التي تميز بها، وبرزت في شخصيته وظهرت على جوارحه، ما يلي:[٥]


الصبر

تميّز -ضي الله عنه- بخلق الصبر، فقد كان صابراً محتسباً، حتى برزت وصقلت في شخصيته؛ فكان يُعرف ويُوصف بها، قال أبو نعيم الأصبهاني في ترجمته: "وحاله قريب من حال أهل الصفة، وإن كان أنصاري الدار لإيثار التصبّر، واختياره للفقر والتعفف".


الجرأة والشجاعة

تميّز -رضي الله عنه- بالشجاعة والجرأة، فقد كان قوياً جريئاً في مواقفه، شجاعاً لا يخاف، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ومن أبرز مواقفه التي تدل على ذلك:

  • كان -رضي الله عنه- شديد الحرص على الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمشاركة معه في غزواته منذ صغره، فقد جاء -رضي الله عنه- ليقاتل مع المسلمين يوم غزوة أحد، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ردّه؛ لصغر سنّه.
  • كان -رضي الله عنه- جريئاً وشجاعاً في الوقوف أمام الخطأ والباطل، لا يسكت عن الخطأ، أيّاً كان من صدر منه الخطأ، حتى يظهر الحق والصواب، ومن مواقفه التي تدل على ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: (أَوَّلُ مَن بَدَأَ بالخُطْبَةِ يَومَ العِيدِ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوانُ. فَقامَ إلَيْهِ رَجُلٌ، فقالَ: الصَّلاةُ قَبْلَ الخُطْبَةِ، فقالَ: قدْ تُرِكَ ما هُنالِكَ، فقالَ أبو سَعِيدٍ: أمَّا هذا فقَدْ قَضَى ما عليه سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ).[٦]


الإيثار

تميّز -رضي الله عنه- بشدة الإيثار، فكان يؤثر الفقراء والمساكين على نفسه، كما قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)،[٧] فكان -رضي الله عنه- يحبّ الفقراء والمساكين، وينفق عليهم، حتى وصفه بعض من تُرجِم له بهذه الصفة، فقالوا فيه: "مؤثراً للفقراء".


التعفف

تميّز -رضي الله عنه- بالعفة وعزة النفس، ومما يدل على ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: (إنَّ نَاسًا مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فأعْطَاهُمْ، حتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فَقَالَ: ما يَكونُ عِندِي مِن خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)،[٨] فامتثل -رضي الله عنه- هذا الحديث، فلم يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- رغم حاجته.


العلم والفقه

كان -رضي الله عنه- من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم،[٩] فقد حفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سنناً وأحاديث كثيرة، وروى عنه علماً غزيراً، وبرز وبزغ في جانب الفقه، حتى صارت إليه الفتيا من أصحاب رسول الله.[١٠]


المراجع

  1. الذهبي، تاريخ الإسلام، صفحة 895. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى عبل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022. بتصرّف.
  3. محمج عبد الله أبو صعيليك، أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله ومفتي المدينة في زمانه، صفحة 38-39. بتصرّف.
  4. الوسيط "تعريف و معنى الخز في قاموس المعجم الوسيط. قاموس عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022. بتصرّف.
  5. محمد عبد الله أبو صعيليك، أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله ومفتي المدينة في زمانه، صفحة 39-41. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في ضحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:49، صحيح.
  7. سورة الحشر، آية:9
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1469، صحيح.
  9. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1672. بتصرّف.
  10. محمد عبد الله أو صعيليك، أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله ومفتي المدينة في زمانه، صفحة 86-87. بتصرّف.