سيف علي بن أبي طالب

امتاز سيف علي بن أبي طالب عمّا سواه من السيوف، وقد أرجع بعضهم ذلك إلى أنّ هذا السيف كان للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي أُطلق عليه اسم ذي الفقار، وقد ذكر الحافظ وغيره أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد حصل عليه يوم بدر، وقد ذكر عبد الله بن سنان الأسدي -رحمه الله- ذلك فقال: "رأيت علياً يوم صفين، ومعه سيف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذو الفقار"،[١] ويُقال أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان قد رأى فيه رؤيا يوم أحد، وقد سُمي بهذا الاسم لما كان فيه من صفات، فقد ذُكر أنّ عليه حفر صغيرة الحجم، وجميلة الشكل، والحفرة يُطلق عليها فقرة؛ لما فيها شبه من فقرات الظهر، ومن هذا اللفظ جاءت كلمة فقار، وذو بمعنى صاحب، ويقال أنّه أشهر سيوف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٢]


شجاعة علي بن أبي طالب

تمثّلت شجاعة علي -كرّم الله وجهه- في عدد من المواقف، يُذكر بعضها فيما يأتي:

  • فداؤه لرسول الله في فراشه: بعد أن أذن الله -تعالى- لرسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة؛ أوحى إليه أنّ قريشاً يكيدون له ليقتلوه، مفرقين دمه بين القبائل، فطلب من علي أن ينام بدلاً منه في فراشه، حتى يتوهم العدو أنّه رسول الله، فكان علي -رضي الله عنه- أول فداء في الإسلام، وبعدها خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مهاجراً إلى المدينة المنورة مع أبي بكر الصديق، ونام -رضي الله عنه- في فراش رسول الله، وكان رسول الله قد طمأن عليّاً أنّهم لن يتمكّنوا من إيذائه، وهذا ما حصل بالفعل.[٣]
  • شجاعته في فتح خيبر: بعد أن حاصر المسلمون خيبر عدّة أيام، وقبل فتحها والدخول فيها، قام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يخطب في المسلمين، فقال: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، قالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا، فَقالَ: أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ)،[٤] فأعطاه الرسول الراية، فتقدم المسلمين في فتح خيبر، وبدأ علي رضي الله عنه مع المسلمين بالهجوم على الحصن الدفاعي الأول عند اليهود، وطلب منهم أن يُسلموا، إلّا أنّهم رفضوا ذلك، وطلب قائدهم مُبارزة المسلمين، فقاتله الصحابيّ عامر بن الأكوع رضي الله عنه، فقتله القائد اليهودي، ثمّ تبارز هو وعليّ، فقتله علي -رضي الله عنه-، لِما كان يتمتع به من شجاعة وفروسية.[٥]


منزلة علي بن أبي طالب عند النبي

كان للصحابي الجليل علي -كرّم الله وجهه- منزلةً خاصة في قلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يلي ذكر بعض مظاهر هذا المنزلة:[٦]

  • شهادة النبيّ له بحب الله تعالى وحبّه -عليه السلام- له: فقد قال فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم خيبر: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فقِيلَ: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ، فَفُتِحَ عليه).[٧]
  • منزلته من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بمنزلة هارون من موسى: فعندما خرج -عليه الصلاة والسلام- إلى تبوك واستخلف عليّاً؛ قال له علي: (أتُخَلِّفُنِي في الصِّبْيَانِ والنِّسَاءِ؟ قَالَ: ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي).[٨]
  • شهادة رسول الله لمن يحب عليّاً بحسن إيمانه.
  • كان النبي عليه الصلاة والسلام يغضب لغضبه.


المراجع

  1. "ميزة سيف علي بن أبي طالب"، إسلام ويب، 2/7/2003، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2021. بتصرّف.
  2. "حول سيف النبي صلى الله عليه وسلم " البتار " وآثاره في المتاحف"، الإسلام سؤال وجواب، 6/11/2006، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2021. بتصرّف.
  3. محمد أبو شهبة، كتاب السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 475. بتصرّف.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:4210 ، حديث صحيح.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم، صفحة 337-339. بتصرّف.
  6. "مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، طريق الإسلام، 8/12020، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:4209، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:4416، حديث صحيح.