التعريف بعبد الله بن سهيل رضي الله عنه

هو عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤيّ، ويُكنّى بأبي سهيل،[١] وقد ذكره العديد من العلماء المتأخّرين بترجمتين، فمرّة كانوا يقولون: عبد الله بن سهيل أخو أبي جندل بن سهيل، وقد شهد غزوة بدر، وفي ترجمةٍ ثانية في نفس الكتاب يقولون: عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس، وهو ممن هاجر إلى الحبشة، وقيل إنّ هذا غير الأول.[٢]


ولكن أكثر أهل العلم على أنّهما واحد، ولعلّ الوهم قد دخل على مَن جعلهما شخصين لأنّه رأى في إحدى التراجم أنّه شهِد بدراً، وفي الترجمة الأخرى حُكِي أنّه هاجر إلى الحبشة، فظنّ أنّ هذا غير ذاك، والصواب أنّه نفس الشخص، وقد قال ابن الأثير: "ولعله قد دخل عليه الوهم أَنَّهُ رآه في تسمية من شهد بدرًا، ولم ير له ذكرًا فيمن هاجر إِلَى الحبشة، ورآه في موضع آخر فيمن هاجر إِلَى الحبشة، فظنه غير الأول".[٢]


مواقف عبد الله بن سهيل في الإسلام

كان عبد الله بن سهيل من فضلاء الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد اشتهر في عنه في الكتب قصة شهوده لبدر مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإعطائه الأمان لأبيه يوم الفتح بعد أن استأذن النبي الكريم، ونبيّن هذه المواقف فيما يأتي:


إسلامه وشهوده لبدر مع النبي

كان عبد الله بن سهيل -رضي الله عنه- يُخفي إسلامه عن والده، وقد خرج مع أبيه سهيل بن عمرو ذات يومٍ مع المشركين لقِتال المسلمين في غزوة بدر، فلمّا ظهر المسلمون والتقى الجمعان ترك عبد الله بن سهيل والده وقومه وذهب إلى المسلمين، وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلم بإسلامه، فشهد معه غزوة بدر وكان عمره حينئذ 27 عاماً، وقد غاظ ذلك أبيه سهيل كثيراً، ولكنّ هذا الأمر كان له فيما بعد خيرٌ كبير على والده.[٣]


أخذ الأمان لأبيه في يوم الفتح

في يوم الفتح أرسل سهيل بن عمرو لابنه عبد الله أن يأخذ له الأمان من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالفعل ذهب عبد الله إلى النبي الكريم، وقال له: "يا رَسولَ اللهِ، أبي تُؤمِّنُه"؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نعمْ، هو آمِنٌ بأمانِ اللهِ فلْيَظهَرْ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَن حولَه: مَن لَقِيَ سُهَيلَ بنَ عَمْرٍو فلا يَشُدَّ إليه، فلَعَمْري إنَّ سُهَيلًا له عَقلٌ وشَرفٌ، وما مِثلُ سُهَيلٍ جهِلَ الإسْلامَ).[٤][٥]


وحينها ذهب عبد الله إلى أبيه، وأخبره بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فسُرِّي عن سهيل وقال: "كانَ واللهِ بَرًّا صَغيرًا وكَبيرًا"،[٥] وظلّ آمناً في ذهابه ورواحه، ثمّ أسلم وحسُن إسلامه في الجعرانة، وأعطاه النبيّ الكريم مئةً من الإبل من غنائم حُنين.[٤]


مواقف أخرى لعبد الله بن سهيل

من المواقف الأخرى في حياة عبد الله بن سهيل -رضي الله عنه- ما يأتي:[٣]

  • ذكر أهل العلم أنّه شهِد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوة أُحد والخندق والمشاهد كلّها.
  • كان ممّن هاجر إلى الحبشة، وعندما رجع أخذه والده ليفتنه عن دينه، فأظهر أمامه الرجوع، وكتَم إسلامه إلى أن جاء يوم بدر، فترك قومه وفرّ إلى المسلمين.[٦]
  • كان ممّن شهد صلح الحديبية.[٦]
  • شهد اليمامة، واستشهد فيها في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعزّا أبو بكر والده، فقال له سُهيل: "لقد بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يَشْفَعَ الشّهِيد لسَبْعِينَ من أهله، فأنا أرجو ألَّا يَبْدَأ ابْني بأحدٍ قبلي".

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 376، جزء 3.
  2. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 272-273، جزء 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 376، جزء 3. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:5316، سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما.
  5. ^ أ ب ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 925، جزء 3. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 107، جزء 4. بتصرّف.