هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وقد أسلمت وحسن إسلامها، وكان -رضي الله عنه- يُكنّى في الجاهلية بأبي عمرو، وبعدما تزوج برقية بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كُنِّي بأبي عبد الله.[١]


التعريف بعثمان بن عفان

ولادته ونشأته

كانت ولادة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في مكة المكرمة وقيل في الطائف بعد عام الفيل بست سنين، وقد كان -رضي الله عنه- رفيع النسب والجاه، ويعمل في التجارة ومن أغنياء قريش، ويعرف بالأمثال والأنساب وأخبار العرب، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه ما سجد لصنم ولا شرب الخمر في الجاهلية قط.[٢]


أسرته

كان لعثمان بن عفان -رضي الله عنه- أختٌ شقيقة واحدة؛ وهي آمنة بنت عفّان، وأسلمت يوم فتح مكة، وله ثلاثة من الأخوة وثلاثة من الأخوات من أمّه وجميعهم أبناء عقبة بن أبي معيط وهم: الوليد، وعمارة، وخالد، وأم كلثوم، وهند، وأم حكيم، وقد كان -رضي الله عنه- قد تزوج من ثماني نساء وهنّ:[٣]

  • رقية بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • أم كلثوم بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • فاختة بنت غزوان.
  • أم عمرو بنت جندب الأزدية.
  • فاطمة بنت الوليد.
  • رملة بنت شيبة بن ربيعة.
  • نائلة بنت الفرافصة الكلبية بعد إسلامها وتركها النصرانية.
  • أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية.


وقد كان أبناءه -رضي الله عنه- تسعة ذكور وهم: عبد الله، وعبد الله الأصغر، وخالد، وأبان، وعمر، والوليد، وسعيد، وعبد الملك، وعمرو، وسبعة إناث ومنهنّ: مريم وأمّها أم عمرو، وعائشة، وأم البنين، وأم سعيد، ومريم وأمّها نائلة.[٣]


إسلامه

أسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- دون تردد بعدما دعاه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لاعتناق الإسلام، فكان من السابقين إليه حيث أنّه رابع مَن أسلم، وقد كان يبلغ من العمر حينئذ أربع وثلاثين سنة، وعندما أتى -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم، ثمّ عمد -رضي الله عنه- إلى إخبار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بما حدث معه وهو في طريق العودة من الشام حيث كان نائماً فسمع منادي يقول: "أيها النيام، هبّوا فإنّ أحمد قد خرج بمكة".[٤]


صفاته الخَلقية

كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مربوع القامة ليس بالطويل ولا القصير، أبيض اللون، جميل الوجه، كثيف شعر الرأس واللحية، عظيم ما بين منكبيه، أي كتفيْه، ضخم الساقين، طويل الذراعين، أقنى الأنف أي كان طويل الأنف مع حدب في وسطه، جعد الشعر، أي ليس سابلاً ولا مسترسلاً، وكان -رضي الله عنه- يعمد إلى تصفير لون لحيته.[٥]


صفاته الخُلقية

كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يتحلّى بالعديد من مكارم الأخلاق ومنها: الاهتمام بالعلم والتعليم، والتواضع، والصبر، والحلم واللين، والسماحة والعفو، والكرم والجود، والصرامة والحزم في الحق، والعدل، إلّا أنّ الحياء كان الخلق الذي اشتُهر به -رضي الله عنه- وكان صادقاً به لا مُفتعلاً أو متكلّفاً به، وممّا يُظهر ذلك ما يأتي:[٦][٧]

  • قوله -رضي الله عنه- عن نفسه: "ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذَكَري بيمني منذ بايعت بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله كان مضطجعاً في بيته كاشفاً عن ساقيه، فجاء إليه أبو بكر يطلب الإذن في الدخول فأذن له دون أن يُعدّل هيئة ثيابه، ثمّ جاء إليه عمر وكذلك سمح له بالدخول دون أن يُعدّل هيئة ثيابه، وعندما جاء إليه عثمان وطلب الإذن في الدخول همّ رسول الله وعدّل ثيابه، فسألته عائشة -رضي الله عنها- عن سبب ذلك فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).[٨]


مناقبه

هناك العديد من المناقب التي اتّصف بها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ومنها ما يأتي:[٩]

  • كونه -رضي الله عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة.
  • كونه -رضي الله عنه- ابن عمّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-.
  • كونه -رضي الله عنه- قد شهد له رسول الله بالشهادة وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قد صعد جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فارتجف الجبل فقال رسول الله: (اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ).[١٠]


لقبه

كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يُلقّب بذي النورين؛ وذلك لأنّه لم يتزوج أحد ببنتيّ نبي سواه، حيث تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أنّه لقّب بذلك لأنّه كان مُكثراً لقراءة القرآن الكريم وقيام الليل وكل منهما نور.[١١]


خلافة عثمان بن عفان

تولى الخلافة -رضي الله عنه- بعد وفاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ودفنه بثلاث ليالٍ، حيث كان الصحابة يجتمعون في دار عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- للتشاور في أحق الناس بالخلافة، فأجمعوا على خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وبذلك كان ثالث الخلفاء الراشدين،[١٢][١٣] واستمرت فترة خلافته اثنتي عشرة سنة.[١٤]


أهم أعمال عثمان بن عفان

أهم أعماله في العهد النبوي

هناك العديد من الأعمال التي قام بها -رضي الله عنه- في عهد رسول الله ومنها ما يأتي:[١٥]

  • تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك: حيث تبرع -رضي الله عنه- بعشرة آلاف دينار ووضعها في حجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتبرع بتسعمئة وأربعين بعيراً، وستين فرساً.
  • شراء بئر رومة.
  • توسعة المسجد النبوي.


أهم أعماله في فترة خلافته

هناك العديد من الأعمال التي قام بها -رضي الله عنه- في فترة خلافته ومنها ما يأتي:[١٦]

  • جمع القرآن الكريم ونسخه: حيث عمد -رضي الله عنه- إلى جمع القرآن في مصحف واحد على حرف واحد بلغة قريش بعد أن كان القرآن في عدة صحف، وأمر بنسخه إلى عدّة نسخ وإرسال مصحف واحد إلى كل بلد من بلاد المسلمين.
  • الاستمرار في الفتوحات الإسلامية: لا سيما في العراق وبلاد الشام ومصر.
  • تخصيص رواتب شهرية: وقد كان ذلك للمؤذنين وأهل الحسبة.
  • تأسيس أول أسطول بحري إسلامي: وقد كان ذلك على يد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- عندما كان والياً على الشام.[١٧]


استشهاد عثمان بن عفان

استُشهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- صلاة العصر من يوم الجمعة في الثامن من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة، وهو صائم يقرأ القرآن الكريم، وتمّ دفنه في البقيع، وقد قُتل -رضي الله عنه- على يد كنانة بن بشر، وسودان بن حمران.[١٨][١٩]


المراجع

  1. علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 13. بتصرّف.
  2. علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 14-17. بتصرّف.
  3. ^ أ ب علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 14-16. بتصرّف.
  4. علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 17-18. بتصرّف.
  5. علي الصلابي، عثمان بن غفان، صفحة 14. بتصرّف.
  6. علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 89-99. بتصرّف.
  7. "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة اسلام، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401 ، صحيح.
  9. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 471-475. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن انس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675 ، صحيح.
  11. علي الصلابي، عثمان بن عفان، صفحة 13-14. بتصرّف.
  12. السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 121. بتصرّف.
  13. يوسف الظاهري، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة، صفحة 53. بتصرّف.
  14. عبد الله الدينوري، المعارف، صفحة 198. بتصرّف.
  15. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 477. بتصرّف.
  16. عبد العزيز الشثري (12-6-2011)، "ثالث الخلفاء عثمان بن عفان (2)"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2021. بتصرّف.
  17. "أول أسطول عربي إسلامي"، اسلام ويب، 3-8-2005، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2021. بتصرّف.
  18. محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 179. بتصرّف.
  19. ابن الجوزي، صفوة الصفوة، صفحة 114. بتصرّف.