التعريف بعلي رضي الله عنه

علي -رضي الله عنه- هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عمّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومن الصحابة الفاضلين، ورابع الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشّرين بالجنّة،[١] وقد وُلِد قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، وتربّى في كنف النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُكنّى بأبي الحسن نسبةً إلى ابنه الأكبر، وكنّاه النبيّ الكريم أيضاً بأبي تُراب.[٢]


وعليٌّ -رضي الله عنه- هو أوّل مَن أسلم من الصِبيان، وكانت له مواقف بطوليَّة في الإسلام، وهو الذي نام في فراش النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما هاجر إلى المدينة، فكان شُجاعاً وقدّم نفسه فداءً للنبي الكريم،[٣] وقد تزوّج من فاطمة -رضي الله عنها- ابنة النبي الكريم، أما ابْناه فهُما الحسن والحُسين سِبْطا النبيّ وسيّدا شباب أهل الجنّة.[٤]


زواج علي من فاطمة رضي الله عنهما

كان عليّ -رضي الله عنه- يتمنّى الزواج من فاطمة ابنة النبيّ -رضي الله عنها-، ولكنّه يتحرّج من طلبها، إذْ لم يكن يملك مالاً يؤدّي به مهرها، فظلّت مولاته تُخبره بالقدوم على رسول الله حتى جاءه وجلس بين يديه، فلم يستطع التحدّث إليه لهيبته، فسأله النبي الكريم عن سبب مجيئه، فسكت علي.[٤]


وحينها أخبره النبيّ إنْ كان مجيئه لطلب خطبة ابنته فاطمة، فأجاب علي: "نعم"، فسأله النبيّ إنْ كان معه شيءٌ يستحلّه بها، فقال: "لا والله يا رسول الله"، فسأله عن الدِّرع التي أعطاه إياها وسلّحه بها، فقال علي: "عندي، والذي نفس عليٍّ بيده إنها لَحطيمة ما ثمنها أربعمائة درهم"، فزوّجه النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة -رضي الله عنها- بذلك.[٤]


من فضائل علي رضي الله عنه ومناقبه

تميّز الصحابي الكريم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالكثير من المناقب والفضائل التي لا يكفي المقال لحصرها، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[٥]

  • كان -رضي الله عنه- أوّل مَن أسلم، وهو من العشرة المبشّرين بالجنة.


  • شهد مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بدراً والحديبية وبيعة الرضوان وجميع المشاهد باستثناء تبوك، لأنّ النبي الكريم استخلفه على المدينة.


  • كان النبيّ الكريم يُعطيه اللّواء في الكثير من الغزوات، وأبلى في القتال مع النبيّ بلاءً عظيماً.


  • كان مُقرَّباً من النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد تربّى في بيته، وهو ابن عمّه، وزوج ابنته الصحابية الكريمة فاطمة -رضي الله عنها-.


  • عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، أمّا علي -رضي الله عنه- فقد ادّخره النبي الكريم لنفسه.


  • اشتهر -رضي الله عنه- بالحكمة والعلم الغزير.


  • كان النبي الكريم يُحبّه، ويوصي مَن بعده بمحبّته، ويُحذّر من بغضه، لذلك قال علي -رضي الله عنه-: (والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ).[٦]


  • قال فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم خيبر: (... لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ، غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، أوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عليه فَإِذَا نَحْنُ بعَلِيٍّ وما نَرْجُوهُ، فَقالوا: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عليه).[٧]


  • روى عن النبيّ الكريم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان يُعرَض عليه القرآن ويُقرِئَه.[٨]


خلافة علي رضي الله عنه

بعد أن استشهد عثمان -رضي الله عنه- جاء الناس إلى علي -رضي الله عنه-، فدخلوا عليه وقالوا: "إن هذا الرجل قد قُتل، ولا بدّ للناس من إمام، ولا نعلم أحداً أحقّ بها منك"، فردّهم علي ولكنّهم رفضوا، فقال لهم: "إن أَبَيْتم إلا بيْعتي فإنّ بيْعتي لا تكون سِرَّاً، فأتوا المسجد"، فاجتمعوا بالمسجد وبايعوا عليَّاً -رضي الله عنه-، وكان أوّل مَن بايعه طلحة -رضي الله عنه-، فكانت مناقبه في خلافته كثيرة، وكان يهتمّ برعيّته، ويتواضع لهم، ويُشفق عليهم، ويحرص على مصالحهم.[٩]


وقد استمرّت خلافة علي -رضي الله عنه- أربعة أعوامٍ وتسعة أشهر وأيام،[١] حرص فيها على تطبيق مبادئ الإسلام، والعدل والمساواة بين كافّة الناس، وعلى الرغم من عدم وجود الفتوحات في عهده إلا أنّ فترة حكمه تميّزت بالعديد من الإنجازات الحضارية والمدنية، ومنها:[١٠]


  • تنظيم الشرطة.
  • إنشاء مراكز مخصّصة هدفها خدمة العامّة، مثل دار المظالم، وبناء السجون.
  • ازدهار الكوفة في زمنه، وبناء العديد من المدارس الفقهية والنحويّة فيها.
  • تشكيل حروف القرآن الكريم لأوّل مرَّةٍ في زمنه بعد أنْ طَلَبَ من أبي الأسود الدُّؤلي ذلك.


وفاة علي رضي الله عنه

تُوفّي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في سنة أربعين للهجرة في شهر رمضان في يوم الجمعة، وقيل إنّ ذلك كان في الليلة الأولى من العشر الأواخر في رمضان، وقد قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي في الكوفة، وكان عمرُ علي -رضي الله عنه- عندما تُوفّي ثمانٍ وخمسين سنة.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب أبو إسحاق الشيرازي، طبقات الفقهاء، صفحة 41-42. بتصرّف.
  2. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 498، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 1، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.
  5. محب الدين الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 186-189، جزء 3. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:78، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:3702، صحيح.
  8. شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام، صفحة 136، جزء 3. بتصرّف.
  9. الدميري، حياة الحيوان الكبرى، صفحة 87-88، جزء 1. بتصرّف.
  10. "علي بن أبي طالب .. رابع الخلفاء الراشدين"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.
  11. ابن أبي الدنيا، مقتل علي، صفحة 58-61. بتصرّف.