عمر بن الخطاب

أبو حفص أمير المؤمنين؛ هو عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ، واسم أمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة، وكان عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- طويلًا ممتلئ الجسم، وكان شديد الحمرة أصلع الشعر، وكانت مقدّمة لحيته كثيفة تميل أطرافها إلى اللون الأصهب؛ أي أنّ لونها أصفر ممزوج بالأبيض والأحمر.[١][٢]



كم حكم عمر بن الخطاب؟

بايع النّاس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في السنة الثالثة عشرة من الهجرة بعد وفاة أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وقد اختار أبو بكرٍ الصدّيق عمر بن الخطاب لعلمه أنَّ عمر -رضي الله عنه- هو أهل هذه المهمّة الصعبة؛ فقد كان عمر شديداً غير عنيف، وليّناً غير ضعيف، ومسؤولاً حكيم، واستمرّ حكمه للسنة الثالثة والعشرين من الهجرة؛ أي أنّ خلافته كانت عشر سنين، وكانت هذه السنين العشر مليئة بالعدل والجهاد والرحمة.[٣]


سمات حكم عمر بن الخطاب

اهتمام عمر بن الخطاب برعيّته

كان عمر -رضي الله عنه- مهتماً برعيّته وكان يخرج ليتفقّد أحوالهم ليلاً، وفي يوم خرج ليلاً ليتفقّد رعيّته وإذا به بجانب بيت وفيه صوت امرأة تلد؛ فسألها عن حالها؛ فأخبرته أنَّها امرأة غريبة ولا تملك شيئاً؛ فأسرع عمر بن الخطاب إلى زوجته أمّ كلثوم -رضي الله عنها-، وحمل عمر على ظهره أكلاً وحملت أم كلثوم مستلزمات الولادة وانطلقا إلى بيت تلك المرأة وساعدت أمّ كلثوم المرأة، وجلس عمر عند زوج تلك المرأة ولمّا ولدت قالت أم كلثوم: "يا أمير المؤمنين بَشّرْ صاحبَك بغلامٍ"، ولم يكن يعلم الزوجين من هؤلاء؛ فصار الرجل يعتذر من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ فطمئنه عمر وخرج هو وزوجته.[٤]


توسّع رقعة الدولة الإسلاميّة في عهد خلافته

اتّسعت الدولة الإسلاميّة في عهد عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- حتّى وصلت الدولة الإسلاميّة إلى الصين شرقاً، وأفريقيا الشماليّة غرباً، وكانت في حكمه معارك حاسمة؛ كمعركة القادسيّة، ومعركة بابليون، ومعركة نهاوند، وكان عمر همّه الأساسيّ هو اجتماع العرب والمسلمين على هدف واحد، وكان محنّكاً في اختيار القادة لجيوش المسلمين، وكان ماهراً في قيادته العسكريّة والعقديّة.[٥]


انتهاء خلافة عمر بن الخطاب

ذُكر في قصّة استهاد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّه وقف يخطب بالناس يحمد الله -تعالى- ويمدحه، وذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأبي بكر -رضي الله عنه-، وخطب بالناس فأخبرهم أنّه رأى ديكاً ينقره؛ فأخبرهم بقرب أجله، وبعد تلك الخطبة بفترة قصيرة كان عمر -رضي الله عنه- يصلّي الفجر بالناس وطُعن وهو واقف يصلّي، وقد أوصى ابنه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- بوفاء ما عليه من ديون قبل أن يموت، وقد أرسل إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يستأذن منها أن يُدفن بجانب أبي بكر والرسول -صلى الله عليه وسلّم- وأذنت له عائشة -رضي الله عنها- وتوفّي في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة.[٦][٧]



المراجع

  1. "تعريف و معنى أصهب في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2021. بتصرّف.
  2. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 484. بتصرّف.
  3. سعيد حوّى، كتاب الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1581. بتصرّف.
  4. أحمد الطيار، كتاب حياة السلف بين القول والعمل، صفحة 564-565. بتصرّف.
  5. محمود شيت الخطاب، الفاروق القائد، صفحة 31-33. بتصرّف.
  6. "استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، قصة الإسلام، 21-3-2016، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2021. بتصرّف.
  7. أبو العرب التميمي، المحن، صفحة 62-66. بتصرّف.