عائشة أم المؤمنين

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، القرشيّة المكيّة النبويّة، فهي زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة رفيقه وصاحبه وخليفته -رضي الله عنها وعن أبيها- فقد كانا أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء في الحديث أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد سُئل: (أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا)،[١] وأم عائشة هي أم رُوْمَان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس الكنانية -رضي الله عنها-، وقد تزوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة في المدينة وهي ابنة تسع سنوات، وكانت أحبَّ أزواجه إليه، وكنَّاها بأم عبد الله، وكانت أفقه نساء المسلمين، فقد حفظت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وروت عنه الكثير، وكانت ذات ذكاء وفطنة واجتهاد وعلم واسع غزير.[٢]


كم عدد الأحاديث التي روتها عائشة؟

روت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- الكثير من الأحاديث النبوية، وكانت من المُكثرين في رواية الحديث من الصحابة، ووصل عدد الأحاديث التي روتها عائشة -رضي الله عنها- إلى ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، منها مائة وأربعة وسبعون حديثاً اتفق عليها كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما، وانفرد الإمام البخاري بأربعة وخمسين حديثاً، وانفرد الإمام مسلم بتسعة وستين حديثاً من أحاديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-.[٣]


من أحاديث عائشة

نورد فيما يأتي بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة التي روتها السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:[٤]

  • (ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بهَا).[٥]
  • (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ).[٦]
  • (إِذَا وُضِعَ العَشَاءُ وأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَابْدَءُوا بالعَشَاءِ).[٧]
  • (أنَّ الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ؟ قالَ: كُلُّ ذَاكَ يَأْتِينِي المَلَكُ أحْيَانًا في مِثْلِ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، فَيَفْصِمُ عَنِّي، وقدْ وعَيْتُ ما قالَ، وهو أشَدُّهُ عَلَيَّ، ويَتَمَثَّلُ لي المَلَكُ أحْيَانًا رَجُلًا فيُكَلِّمُنِي، فأعِي ما يقولُ).[٨]
  • (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهو صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إرْبَهُ، كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَمْلِكُ إرْبَهُ؟).[٩]
  • (لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، وُعِكَ أبو بَكْرٍ، وبِلالٌ، قالَتْ: فَدَخَلْتُ عليهما، فَقُلتُ: يا أبَتِ كيفَ تَجِدُكَ؟ ويا بلالُ كيفَ تَجِدُكَ؟ قالَتْ: فَكانَ أبو بَكْرٍ إذا أخَذَتْهُ الحُمَّى يقولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِهِ... والمَوْتُ أدْنَى مِن شِراكِ نَعْلِهِ وَكانَ بلالٌ إذا أقْلَعَ عنْه الحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ ويقولُ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي هلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً... بوادٍ وحَوْلِي إذْخِرٌ وجَلِيلُ وَهلْ أرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ... وهلْ يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيلُ قالَتْ عائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرْتُهُ فقالَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ، أوْ أشَدَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في صاعِها ومُدِّها، وانْقُلْ حُمَّاها فاجْعَلْها بالجُحْفَةِ).[١٠]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:2384، حديث صحيح.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 186. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 428. بتصرّف.
  4. ابن أبي داود، مسند عائشة، صفحة 54. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3560، حديث صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5998، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:671، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3215، حديث صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1106 ، حديث صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3926، حديث صحيح.