غزوة بدر

بلغ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّ قريشًا تجهّز قافلةً تتوجه فيها إلى بلاد الشام بقيادة أبو سفيان، وكان أصحاب هذا القافلة هم من اعتدوا على مسلمي مكة، فصادروا أموال المهاجرين منهم، فجهّز رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جيشاً صغيراً من المسلمين لاعتراض هذه القافلة الخارجة من مكة المكرمة باتجاه بلاد الشام، ليستردوا منها أموالهم التي سلبوها منهم، ولم يُجبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحداً من المسلمين بالخروج معه، فلم يكن يعلم أنَّ الأمر سيتطور إلى التحام الجيشين، وتحول الأمر إلى معركة صارمة بينهم، إلّا أنَّ القافلة استطاعت الهروب في طريقها إلى بلاد الشام، فبقي المسلمون ينتظرون عودتهم، حتى علم بذلك أبو سفيان فأرسل إلى قريش يطلب المدد من المقاتلين والعتاد والعدّة معه، وقبل أن يصل هذا المدد استطاع أبو سفيان الهروب بالقافلة، فأرسل لأبي جهل يخبره بأن يرجع بالمدد فلا حاجة لهم به، إلّا أنّ أبا جهل أصرّ على الالتقاء بمحمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه،[١] وفيما يأتي ذكر عدد الصحابة في غزوة بدر.


كم عدد الصحابة في غزوة بدر

كان عدد المسلمين في غزوة بدر 313 رجلاً، وقد قيل أنّ عددهم نحو 314، أو 317 رجلاً، وفي رواية مسلم كان عددهم 319 رجلاً، وكان منهم إحدى وستون رجلاً من الأوس، ومائة وسبعون من الخزرج، والآخرون من المهاجرين، وكان من العتاد الذي معهم؛ سبعون بعيراً، وفرسان اثنان فقط، وقد روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- في ذلك حديثاً فقال: (كُنَّا يومَ بدرٍ كلُّ ثلاثةٍ على بعيرٍ كانَ أبو لبابةَ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ زميلَي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ قالَ وكانت عُقبَةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ قالَ فقالا نحنُ نمشي عنكَ قالَ ما أنتما بأقوى منِّي ولا أنا بأغنى عنِ الأجرِ منكما)،[٢] وعندما بدأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بترتيب شؤون الجيش قام بتقسيم الجيش إلى كتيبتين: كتيبة المهاجرين، والتي كانت بقيادة علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه-، والأخرى كتيبة الأنصار بقيادة سعد بن معاذ -رضي الله عنه-.[٣]


نتائج غزوة بدر

كان لغزوة بدر الأثر الكبير على المسلمين، فيما يأتي ذكر بعض نتائجها:[٤]

  • النصر الكبير والعظيم للمسلمين: فهي من أعظم الغزوات، لذلك سمّاها الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم بالفرقان، فقال: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).[٥]
  • الولادة الحقيقية للدولة الإسلامية: صقلت غزوة بدر الأمة الإسلامية بهيبةٍ عظيمة في الجزيرة العربية، فكانت بمثابة لفت نظرٍ وتساؤل من جميع الناس عن رسول هذا الأمة والدين الذي يدعو إليه.
  • التفاؤل ورفع معنويات المسلمين: عند وصول خبر انتصار المسلمين إلى المدينة المنورة، انتشرت السعادة بين أهلها، وساد السرور بهذا النصر المبين الذي حققه المسلمين.


المراجع

  1. محمد أحمد باشميل، موسوعة الغزوات الكبرى، صفحة 118-135. بتصرّف.
  2. رواه الوادعي ، في الصحيح المسند، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:841، حديث حسن.
  3. عبدالرحمن بن حبنكة الميداني (1/9/2008)، "غزوة بدر الكبرى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/5/2021. بتصرّف.
  4. أ.د. راغب السرجاني (17/4/2010)، "آثار ونتائج غزوة بدر"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/5/2021. بتصرّف.
  5. سورة سورة الأنفال، آية:41