عدد غزوات عبد الله بن مسعود

شهد -رضي الله عنه- جميع المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه سلم-؛ فشارك في بدر، وأحد، والخندق، والفتح، وسائر الغزوات، فلم يتخلف عن أيّ منها،[١] واستمرّ على ذلك في عهد الخلفاء الراشدين بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛[٢] فشهد المعارك والفتوحات حيث إنه شارك في حروب الردة، ومعركة اليرموك، وشهد فتوح الشام.[٣]


مواقف عبد الله بن مسعود في بعض الغزوات

كان لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مواقف بطولية تدل على شجاعته وثباته، وولعه وحبه للجهاد في سبيل الله، ومن ذلك:


موقفه يوم بدر

كان -رضي الله عنه- قد نال شرف قتل أبي جهل عدو الإسلام في غزوة بدر، حيث لبّى -رضي الله عنه- طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- في البحث عن أبي جهل وصنعه، فوجده -رضي الله عنه- طريحاً على الأرض بدمائه، في آخر رمق له يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث كان قد قُتل بسيفيْ معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء، فوضع رجله على عنقه، وأمسك لحيته، ووضع السيف على عنقه، وقال: "هل أخزاك الله يا عدو الله؟!"، وقطع رأسه، وأخذه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكبّر وحمد الله على مقتله.[٤][٥]


موقفه يوم حنين

كان -رضي الله عنه- ممن ثبت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم غزوة حنين، حيث كان من الفئة القليلة التي صمدت حول النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما هاجمت هوزان جيش المسلمين بالسهام والنبال الكثيفة من كل اتجاه، فتراجع المسلمون، ولم يبق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا القليل منهم، فيقول -رضي الله عنه-: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فكنا على أقدامنا، ولم نولهم الدبر".[٦][٧]


قرب عبد الله بن مسعود من النبي

إن لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- المكانة الرفيعة عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان شديد القرب منه -صلى الله عليه وسلم-، دائم الملازمة له، قائمٌ على خدمته، في جميع أحواله وشؤونه، وفي حله وترحاله، فكان في الأسفار صاحب سواد رسول الله؛ أي سرّه، ووساده؛ أي فراشه، وسواكه وطهوره ونعليْه.[٨]


فكان ممن اقتدى بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتأثر بهديه، واتسمّ بسمته، وتخلّق بأخلاقه، فبلغ من المنزلة والفضل الشيء العظيم، جاء في الحديث الصحيح: (سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عن رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ والهَدْيِ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى نَأْخُذَ عنْه، فَقالَ: ما أعْرِفُ أحَدًا أقْرَبَ سَمْتًا وهَدْيًا ودَلًّا بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ).[٩][٨]


المراجع

  1. عبد الجواد خلف، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، صفحة 86. بتصرّف.
  2. "عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من مفسري الصحابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.
  3. عبد الستار الشيخ، عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام، صفحة 78-81. بتصرّف.
  4. محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 12. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 200-201. بتصرّف.
  6. عبد الستار الشيخ، عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام، صفحة 75-76.
  7. منير الغضبان، فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان، صفحة 572. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "عبد الله بن مسعود"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:3762، صحيح.