توفيت أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- في شهر شعبان من السنة الخامسة والأربعين للهجرة بعد أن أرهقها المرض وأتعبها السقم، عن عمر يُناهز الستين سنة، وقد كانت وفاتها في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وتمّ دفنها في البقيع،[١][٢] وقد روى الزهري عن سالم عن أبيه أنّ مروان بن الحكم كان من صلّى عليها وهو يومئذ والي المدينة المنورة، كما روى المقبري عن أبيه أنّه رأى مروان بن الحكم في جنازة حفصة -رضي الله عنها- بين أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما-، وكان مروان يتناوب مع أبي هريرة في حمل نعشها، حيث حمله مروان من دار بني حزم إلى دار المغيرة بن شعبة، وحمله أبو هريرة من دار المغيرة بن شعبة إلى قبرها، وكان ممّن نزل في قبرها أخواها عاصم بن عمر، وعبدالله مع ثلاثة من أبنائه وهم: سالم، عبدالله، وحمزة -رضي الله عنهم-.[٣]


التعريف بأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها

نسبها

هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي،[٤] وأمها زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون،[٥] وقد وُلدت -رضي الله عنها- في مكة المكرمة قبل الهجرة بثماني عشرة سنة،[٦] ويُعد عبد الرحمن الأكبر، وعبد الله ابنا عمر -رضي الله عنهما- إخوة أشقاء لها -رضي الله عنها-.[٧]


زواجها

كانت حفصة -رضي الله عنها- زوجة لخنيس بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-، وقد هاجرت معه إلى المدينة المنورة وبقيت زوجة له حتى توفي عنها، ثمّ عمد أبوها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد أن انقضت عدّتها بعرضها للزواج على كل من أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- إلّا أنّهما سكتا ولم يُظهرا رغبتهما بالزواج بها،[٨] حتى خطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لنفسه وتزوجها في شهر شعبان من السنة الثالثة من الهجرة، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- قد التقى بعمر بن الخطاب بعد ذلك وأخبره بأنّه لم يمنعه شيء من الزواج بابنته حفصة سوى أنّه كان قد سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يذكرها أمامه، فخشي إفشاء سره -صلّى الله عليه وسلّم-.[٩]


مناقبها

هناك العديد من المناقب التي امتازت بها أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- منها ما يأتي :[١٠]

  • كثرة الصيام والقيام ولوم نفسها -رضي الله عنها- بالتقصير.
  • وارثة الصحيفة الجامعة للقرآن الكريم، حيث بقيت عندها صحائف القرآن الكريم التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق، واعتمدها عثمان بن عفان عندما جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
  • نيلها -رضي الله عنها- شرف الهجرة إلى المدينة المنورة مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-.[١١]
  • إجادة الكتابة، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للشفاء بنت عبد الله -رضي الله عنها- وهي عند حفصة: (ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ)،[١٢] ففي الحديث إشارة واضحة أن السيدة حفصة رضي الله عنها كانت متعلّمة للكتابة، وهو أمر نادر بين النساء في ذلك الزمن.[١٣]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 223. بتصرّف.
  2. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 323. بتصرّف.
  3. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 86. بتصرّف.
  4. علي مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 196. بتصرّف.
  5. خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 2. بتصرّف.
  6. السيد الجميلي (1416)، نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بيروت:دار ومكتبة الهلال ، صفحة 69-70. بتصرّف.
  7. أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 3213. بتصرّف.
  8. السيد الجميلي، نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 69-70. بتصرّف.
  9. محمد البري، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، صفحة 64. بتصرّف.
  10. أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 50. بتصرّف.
  11. [https://www.dorar.net/aqadia/3853/
    رابعا:-فضل-حفصة-رضي-الله-عنها "فضل حفصة رضي الله عنها"]، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2021. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن الشفاء بنت عبد الله، الصفحة أو الرقم:3887 ، صحيح.
  13. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 7. بتصرّف.