أمّ المؤمنين عائشة

هي عائشة ابنة أبي بكر الصديق -رضي الله عنها-، زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كان قد ميّزها -عليه الصلاة والسلام- بمنزلةٍ رفيعة في قلبه، وفضّلها على غيرها من النساء، فقد تزوّجها بعد أن رأى فيها منامان يدلّان على زواجه -صلّى الله عليه وسلّم- منها، فكانت الزوجة الوحيدة التي تزوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهي بكر، وقد شهد الله -عزّ وجلّ- برائتها وأشهد العالمين عليها من السماء، وأنزل فيها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الزوجة الوحيدة التي ينزل جبريل -عليه السلام- على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو عندها ومعها في حجرتها التي مات فيها -عليه الصلاة والسلام- ودفن فيها.[١]


لماذا تكنى عائشة بأم عبد الله؟

اعتاد العرب على التكني والألقاب فيما بينهم، حتى أصبح ذلك ضرورة عندهم لا بدَّ منها حتى عند الأطفال والنساء اللواتي لم يلدن، وكان غاية ذلك أن لا يسبق اللقب السيء الإنسان ويلصق به ويُعرف به فقط،[٢] إضافةً إلى ذلك فالعرب تعتبر التكنّي علامةً من علامات الشرف، لذلك تكنّت عائشة -رضي الله عنها-، أمّا عن سبب التكنّي باسم عبد الله فكان لأهل العلم قولان، وفيما يأتي ذكر ذلك:[٣]


الرأي الأول

ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ الذي كنّى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- هو زوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد كانت -رضي الله عنها- تحب أن يكون لها كنية كغيرها من النساء، فطلبت منه -عليه الصلاة والسلام- ذلك، فقالت: (يا رسولَ اللهِ، كلُّ صواحبي لهن كُنى، قال : فاكتني بابنك عبدِ اللهِ – يعني ابنَ أختِها، عبدَ اللهِ بنِ الزبيرِ – فكانت تكنى ب: أمَّ عبدِ اللهِ)،[٤] فعندما ولد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، أخذته عائشة -رضي الله عنها- إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأخذه -عليه الصلاة والسلام- وتفل في فمه، فكان ريق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أول ما دخل جوفه، ثمَّ سمّاه -عليه الصلاة والسلام- باسم عبد الله، وطلب من عائشة -رضي الله عنها- أن تُكنّى باسمه، فقال: (هذا عبدُ اللهِ، وأنتِ أُمُّ عبدِ اللهِ)،[٥] فتكنّت به ولم يولد لها ولد أبداً، وهذا الرأي هو الأرجح والأصح كما ذكر ذلك أهل العلم.


الرأي الثاني

ذكر البعض أنّ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت تحمل بولد من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ولم يكتمل حملها فأسقطته، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد أسماه باسم عبد الله، وهذا الرأي مرجوح ضعيف لا دليل عليه كما قال بذلك أهل العلم، -والله أعلم-.


لقب أم المؤمنين عائشة

لُقّبت عائشة -رضي الله عنها- بعدد من الألقاب، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٦]

  • ابنة الصديق رضي الله عنهما-.
  • الموفَّقة.
  • الحميراء.
  • عائش.


المراجع

  1. نوال اليعقوبي (19/12/2009)، "ترجمة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2021. بتصرّف.
  2. مجلة المقتبس العدد 17 (26/1/2020)، "الكنى والألقاب عند العرب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2021. بتصرّف.
  3. الشيخ عادل يوسف العزازي (3/4/2015)، "كنية أم المؤمنين عائشة وألقابها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4970، صحيح.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24619، حديث صحيح.
  6. "حياة أم المؤمنين (عائشة رضي الله عنها) العامة والخاصة"، طريق الإسلام، 12/3/2014، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2021. بتصرّف.