أبو بكر الصديق

هو الصحابي الجليل، وخليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ القرشي التيمي، أمُّه هي أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر، وهي ابنة عم أبيه، ولد في مكة بعد عام الفيل، وكان من أشراف قريش وسادتها، وكان عالماً بالأنساب، وكان تاجراً ذا مال كثير، وقد صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وكان سبَّاقاً إلى الإيمان به عندما نزل عليه الوحي، فكان أول المؤمنين بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال، وكان رفيقَه وصاحبه في هجرته، وفي كل الأحداث، فلم يفارقه حتى وفاته -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه الكثير من الأحاديث، وله في الإسلام مكانة عالية وفضائل عظيمة، فقد أنفق ماله في سبيل الله -تعالى- ولم يترك منه شيئاً حين مات، وجاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يتخلف عنه أبداً.[١]


لماذا لقب أبو بكر بالصديق؟

أجمعت الأمة الإسلامية على تلقيب أبي بكر -رضي الله عنه- بالصديق، وقد ثبت هذا اللقب في السنة النبوية، جاء في الحديث: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ)،[٢] وقد لُقب بهذا اللقب بسبب مسارعته إلى تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- والإيمان بما جاء به، فهو أول من أسلم من الرجال، وقد اشتُهر بهذا اللقب بعد حادثة الإسراء والمعراج، عندما اتخذها المشركون فرصة للتشكيك بصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاولوا زرع الشكِّ في قلوب المسلمين، فكان موقف أبي بكر حاسماً ثابتاً حينما أعلن تصديقه لكل ما يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- وإيمانه بكل ما يأتي به، وكان الصدق أيضاً شعاره وسمته دائماً، فلم يُعهد عنه غير الصدق في حياته كلها، حتى في أيام الجاهلية.[٣]


ألقاب أخرى لأبي بكر الصديق

العتيق

لُقب أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أيضاً بالعتيق، واخُتلف في هذا اللقب هل هو اسم له أم لقب، والصحيح أنَّه لقب، فإنَّ اسمه هو عبد الله، واختُلف أيضاً في سبب تلقيبه بهذا اللقب، فقيل عتيق من العتاقة وهي جمال الوجه، فقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- جميل الوجه، وقيل عتيق أي قديم في فعل الخير، وقيل عتيق أي طاهر النسب، وقيل بأنَّه سُمي عتيقاً لأنَّ الله -تعالى- قد أعتقه من النار، فهو أول العشرة المبشرين بالجنة، جاء في الحديث: (عَشَرةٌ في الجَنَّةِ: أبو بَكرٍ في الجَنَّةِ، وعُمَرُ في الجَنَّةِ، وعليٌّ، وعُثمانُ، والزُّبَيرُ، وطَلْحةُ، وعبدُ الرَّحمنِ، وأبو عُبَيدةَ، وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وسَعيدُ بنُ زَيدٍ في الجَنَّةِ).[٤][٥]


الصاحب

وثبت هذا اللقب في القرآن الكريم، في قوله -تعالى-: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}،[٦] وقد أجمع علماء الأمة على أنَّ المقصود بالصاحب في هذه الآية هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وقد ثبتت في السنة النبوية مصاحبته للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة وفي الغار، جاء في الحديث: (كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ المُشْرِكِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أنَّ أحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قالَ: ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا).[٧][٨]


المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 144. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675، حديث صحيح.
  3. السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 26-28. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:115، حديث صحيح.
  5. السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 27. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:40
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:4663 ، حديث صحيح.
  8. علي الصلابي (23/7/2019)، "أبو بكر الصديق - أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2021. بتصرّف.