الزبير بن العوام

هو الصحابي الجليل أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشيّ الأسديّ، أُمُّهُ صفية بنت عبد المطلب عَمَّةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمَّتُهُ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ولد في مكة في نفس العام الذي ولد فيه علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، وأسلم بعد أبي بكر الصديق، فهو من السابقين الأولين في الإسلام، واختُلف في عمره حين أسلم، فقيل كان عمره ثمانية سنوات، وقيل اثنتا عشرة سنة، وقيل خمس عشرة، وقيل ست عشرة، وكان الزبير من أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لشجاعته وبطولته وإقدامه، وكان من أهل الهجرتين ومن العشرة المبشرين بالجنة، ولم يتخلّف عن أي غزوة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ، وإنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).[١][٢]


صفات الزبير بن العوام الخَلْقية

تعددت الروايات في ذِكر صفات الزبير بن العوام -رضي الله عنه- الجسدية، فقد ذُكر أنَّه كان رجلاً طويلاً، وكان من شدة طوله إذا ركب على فرسه وصلت رجلاه إلى الأرض، وكان خفيف شعر اللحية والعارضين،[٣] كما ذُكر في قول آخر أنَّه لم يكن طويلاً جداً، وإنما كان متوسطاً في طوله بين الطويل والقصير، وكان جسمه أقرب إلى النحافة، كما كان أسمر اللون، وكان طويل شعر الرأس، كثير شعر البدن، وخفيف شعر العارضين.[٤]


صفات الزبير بن العوام الخُلُقية

القوة والشجاعة

من أشهر الصفات التي عُرف بها الزبير -رضي الله عنه- القوة والشجاعة، فهو أول من سلَّ سيفه في الإسلام، فقد خرج منتفضاً يحمل سيفه في مكة يريد الثأر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما انتشرت إشاعة مقتله، ومواقف شجاعته وقوته أكثر من أن تُحصر، فقد كان مقاتلاً شرساً في معارك الإسلام، ولم تفته غزوة واحدة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وروي بأنَّ في جسده بضعة وثلاثون جرحاً كلها من آثار القتال مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]


الورع والحلم

كان الزبير -رضي الله عنه- ورعاً حليماً يبتعد عن الشبهات ولا يحمل في قلبه الحقد والضغينة على أحد من المسلمين مهما بلغ الخلاف بينهما، ومن أمثلة ورعه وحلمه رفضه لعرض بعض الأشخاص عليه قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما كانا يتحاربان، وإنفاقه من ماله الخاص على يتامى الصحابة الذين أوصى آباؤهم له بالولاية عليهم، وحفظه لأموالهم، ومن أمثلة حلمه أيضاً موقفه من الصحابة يوم اليرموك، حيث طلبوا منه بأن يشنَّ هجوماً على العدو وهم سيساندونه، ولكنَّهم تركوه وتراجعوا بسبب قوة العدو وكثرته، أمَّا هو فتقدّم وتابع هجومه وشقَّ صفوف العدو ثم عاد إليهم، ولم يعاتبهم على تراجعهم وتركهم له وحيداً مع أنه تكرر منهم أكثر من مرة.[٦]


الزهد والتواضع

كان الزبير -رضي الله عنه- من أزهد الناس في الدنيا ومتاعها من مال أو سلطة أو غير ذلك، ومن أمثلة زهده في السلطة تركه لأمر الخلافة وعدم منازعته لأحد فيها عندما جعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- له حقاً فيها، ومن زهده في المال أنَّه كان يتصدّق بخراج ألف مملوك له في مجلس واحد، وكان -رضي الله عنه- متواضعاً بالرغم من ثرائه وغناه وامتلاكه للكثير من المماليك والخدم، لكنَّه كان يقوم بخدمة نفسه بنفسه، ومن أمثلة تواضعه أيضاً خروجه من معركة الجمل وحيداً دون مرافقة ولا حرس مع أنَّ كثيراً من الرجال كانوا تحت إمرته، وكان يستطيع أن يأمرهم بمرافقته وحراسته، لكنَّه ترك كل ذلك خلف ظهره ومشى، ونام في وادي السباع مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء.[٧]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4113 ، حديث صحيح.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 307. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 32. بتصرّف.
  4. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 128. بتصرّف.
  5. ابن المبرد، محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، صفحة 90. بتصرّف.