ما هي صفات حفصة الخَلقية؟

لم يرد في كتب السير والتراجم الصفات الخَلقية لأم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنها-، وإنما تحدثت عن صفاتها الخُلقية؛ فقد تحلت بالعديد من الأخلاق والفضائل التي برزت في شخصيتها، وفيما يلي بيانها:[١][٢]


العلم والمعرفة

كانت أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- حريصةً على كسب العلم وتعلّمه، وقد بلغت منزلة عالية من العلم والمعرفة، مما جعلها من ذوات الرأي والمشورة، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يرجعون إليها في كثير من المسائل، يأتون بيتها يسألونها عن أمور دينهم ويتعلمون منها.[١][٢]


وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم السيدة حفصة -رضي الله عنه- الكتابة ونقل الخير لها، حيث قال -عليه الصلاة والسلام- للشفاء بنت عبد الله -رضي الله عنها-: (ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ)،[٣]فكانت متمكنة من الكتابة والقراءة، متقنة في القراءة ومجيدة للكتابة، حتى تفوقت على أقرانها في ذلك.[٤]


رواية الحديث عن رسول الله

تميزت -رضي الله عنها- برواية أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والنقل عنه، حيث اشتهرت بالأمانة في نقل الأحاديث وسرعة الحفظ، فقد روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ستين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة أحاديث، وانفرد مسلم بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله بن عمر، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وحارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وغيرهم.[١]


البلاغة والفصاحة

تميزت -رضي الله عنها- في هذا الجانب تميزاً عالياً، فكانت ذات فصاحةٍ وبلاغةٍ، فهي من النساء البليغات الفصيحات اللواتي تميزن في عصر صدر الإسلام، فكان قلة من النساء اللواتي يعرفن ذلك، ولها الكثير من النصوص التي تثبت لها ذلك.[١]


ومنه ما قالته في مرض أبيها عمر -رضي الله عنها-: "يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على ربٍ رحيم، ولا تبعة لأحد عندك، ومعي لك بشارة لا أذيع السر مرتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك وعفاف نهمتك، وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في الأرض".[٥]


رجاحة العقل

اتصفت -رضي الله عنها- برجاحة العقل وسداد الرأي، ومن ذلك سعيها جاهدة لاجتماع كلمة المسلمين، وحضّها لأخيها عبدالله بن عمر -رضي الله عنها- يوم عقد الصلح بين علي بين أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- بألا يتخلف عن الصلح وأن يلتزم بالسياسة الرشيدة، حيث قالت له: إنه لا يجمل بك أن تتخلف عن صلح يصلح الله به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، أنت صهر رسول الله وابن عمر بن الخطاب".[١]


التدين والتقوى

تميزّت -رضي الله عنها- بعنايتها بالجانب العبادي، واجتهادها في تحصيل العبادات، فهي صوّامةً قوّامةً، ورعةً تقيةً،[٦] حرصت على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، عندما يؤذّن مؤذّن الحج من كل عام تهيئ نفسها لزيارة البيت العتيق وأداء المناسك.[٢]


كثرة التصدق على الفقراء والمساكين

كانت -رضي الله عنها- كثيرة التصدق على الفقراء والمساكين، تنفق في وجوه الخير بلا حساب، فكل ما يقسّم لها من الفيء وما يأتيها من أعطيات الخلفاء تعطيه على المحتاجين والضعفاء.[١][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح أمينة عمر الخراط، أم المؤمنين حفصة بنت عمر الصوامة القوامة، صفحة 71-107. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 10. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن الشفاء بنت عبد الله، الصفحة أو الرقم:3887، صحيح.
  4. "حفصة زوجة الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2022. بتصرّف.
  5. ابن طيفور، بلاغات النساء، صفحة 30. بتصرّف.
  6. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 10. بتصرّف.