أمّ المؤمنين حفصة

هي أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، ولدت -رضي الله عنها- قبل البعثة النبويّة بخمس سنوات في مكة المكرمة، أُمّها زينب بنت مظعون؛ أُخت عثمان بن مظعون من السابقين الأولين في الإسلام، وإخوتها هم عبد الله بن عُمر -رضي الله عنه-، وعبد الرحمن الأكبر، توفيت -رضي الله عنها- في سنة إحدى وأربعين من الهجرة،[١] وفي الآتي بيان لمعلومات متعلّقة بحفصة -رضي الله عنها-.


معلومات عن حفصة

زواج حفصة

تزوّجت من خنيس بن حذافة السهمي -رضي الله عنهما-، فبقيت معه إلى أن توفي -رضي الله عنه-، وكانت قد دخلت معه في الإسلام وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، ثمَّ تزوجها -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، وكان والدها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد عرض الزواج منها على كلٍّ من أبي بكر، وعثمان بن عفان، فقد جاء في الحديث: (أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بنْتُ عُمَرَ مِن خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ -وكانَ مِن أصْحَابِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَهِدَ بَدْرًا، تُوُفِّيَ بالمَدِينَةِ- قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عليه حَفْصَةَ، فَقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ، قالَ: سَأَنْظُرُ في أمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَقالَ: قدْ بَدَا لي أنْ لا أتَزَوَّجَ يَومِي هذا، قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أبَا بَكْرٍ، فَقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أبو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، فَكُنْتُ عليه أوْجَدَ مِنِّي علَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأنْكَحْتُهَا إيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أبو بَكْرٍ فَقالَ: لَعَلَّكَ وجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أرْجِعْ إلَيْكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّه لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أرْجِعَ إلَيْكَ فِيما عَرَضْتَ، إلَّا أنِّي قدْ عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولو تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا)،[٢] فكان زواجها منه -صلّى الله عليه وسلّم-، في السنة الثالثة للهجرة.[٣]


حفصة في الغزوات

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يعدل بين زوجاته في كلّ شيء، حتى إذا ما عزم على الخروج إلى غزوة أو سفر؛ يجري قرعةً بين زوجاته، والتي تقع عليها القرعة تخرج معه، وفي إحدى المرات وقعت القرعة على زوجته حفصة -رضي الله عنها-، فخرجت معه، فكانت تكون في خيمتها وقت المعركة لا تخرج، حتى إذا ما انتهت المعركة، وهدأت الأرض، شمّرت أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- عن ساعديها وخرجت لتسقي العطشى، وتداوي الجرحى، وتُخفّف من ألم المصابين، فلمّا رأى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك منه، أعطاها ثمانين وسقاً من القمح؛ إكراماً لها، وتقديراً لجهودها، واعترافاً منه -صلّى الله عليه وسلّم- بفضلها.[٤]


رواية حفصة للأحاديث

اشتُهر عن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- رواية الحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت -رضي الله عنها- تمتاز بالأمانة في نقل الحديث والمرويات، وسرعة الحفظ، وقوّة الوعي، فروت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدداً من الأحاديث، والتي بلغ عددها في الكتب الستة ثمانية وعشرين حديثاً؛ واتّفق البخاري ومسلم -رحمهما الله- على رواية أربعة أحاديث عنها، وانفرد الإمام مسلم برواية ستّة أحاديث عنها، ولها في كتاب بقيّ بن مخلد مُسند باسمها يحتوي على ستّين حديثاً، وقد روى عنها -رضي الله عنها- جمعٌ من الصحابة والتابعين، وكانت -رضي الله عنها- ممن أثرى العلوم الدينية والشرعية بشكلٍ واضح.[٤][١]


المراجع

  1. ^ أ ب على عبد الباسط مزيد، كتاب منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 196. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4005، حديث صحيح.
  3. السيد الجميلى، كتاب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 69-70. بتصرّف.
  4. ^ أ ب خالد الحمودي، كتاب أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 9. بتصرّف.