أبو بكر الصديق

اسمه عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة التيمي؛ الصدّيق وقد تفرّد -رضي الله عنه- بلقب الصدّيق ولم يشاركه أحد بهذه الفضيلة، وهو خليفة النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلّم-،[١][٢] وقد سمّي الصدّيق صدّيقاً لكثرة تصديقه للرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد قال فيه النبيّ: (إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إلَيْكُمْ فَقُلتُمْ: كَذَبْتَ، وقَالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقَ، ووَاسَانِي بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَهلْ أنتُمْ تَارِكُوا لي صَاحِبِي؟ مَرَّتَيْنِ).[٣][٤]


معلومات عن شخصية أبو بكر الصديق

حبّه للنبي ورقة قلبه

تميّز أبو بكر الصديق بشخصيّته العظيمة التي كان يمتلكها؛ فقد كان -رضي الله عنه- شديد التعلّق بالرسول محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، وكان يفرح إذا رأى النبيّ -عليه السلام-، ولمّا جاء النبي إليه ليعلمه بهجرته إلى المدينة فرح أبو بكر -رضي الله عنه- فرحاً شديداً لأنَّه سيرافق النبي -عليه الصلاة والسلام-،[٥] وكان يتميّز -رضي الله عنه- بيقينه الكبير المرتبط بسيّد الخلق محمّد -رضي الله عنه-، وممّا يدلّ على يقينه بكلام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تصديقه له في حادثة الإسراء والمعراج حين لم يصدّقه أحد،[٦] وقد اتّصف -رضي الله عنه- برقّة قلبه ورحمته العظيمة، ومن ذلك موقفه في أسرى بدر؛ فعندما شاور رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أصحابه في ذلك قال: (يا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو العَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ منهمْ فِدْيَةً).[٧][٨]


شدّته وحزمه وقوّة تحمّله

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هو أوّل من دخل على النبي -عليه الصلاة والسلام- حين توفّاه الله؛ فكشف عنه وقبّله وخرج على النّاس بثبات عظيم؛ فقال: (مَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ)،[٩] فتلقّى النّاس الخبر ثابتين بثبات أبي بكر -رضي الله عنه-، وقد حارب أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته المرتدّين الذين ارتدّوا عن الدين بعد وفاة النبي محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، كما واستخلف عمر بن الخطاب في مرض موته -رضي الله عنهما- دون تردد.[٨]


علمه وعظيم درايته

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من أعلم النّاس بأمور الدّين، وقد قال في ذلك أبي سعيد الخدري: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، جَلَسَ علَى المِنْبَرِ فَقالَ: عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى، فَقالَ: فَدَيْنَاكَ بآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قالَ فَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ هو المُخَيَّرُ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بهِ)،[١٠] وكان عظيم علمه ذلك بسبب ارتباطه بالنبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلّم- ارتباطاً عظيماً؛ فقد كان ملازماً للنبيّ في جميع أحواله؛ في السفر والحضر، وكان -رضي الله عنه- يفتي النّاس في أمور دينهم، ويقضي بينهم بحضور النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد كان من حفّاظ كتاب الله -تعالى-، كما وكان يسأل النبيّ عن جميع ما يواجهه، ويعلم جوابه منه -عليه الصلاة والسلام-.[١١]


المراجع

  1. أبو السعادات ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 226. بتصرّف.
  2. أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي، شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين، صفحة 95. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:3661، حديث صحيح.
  4. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 12. بتصرّف.
  5. الراغب السرجاني، كتاب الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 11-12. بتصرّف.
  6. راغب السرجاني، كتاب الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 14-16. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس وعمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1763، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب "التوازن في شخصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه"، قصة الإسلام، 24-2-2020، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2021. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1242، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2382، حديث صحيح.
  11. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 322-324. بتصرّف.