حُفّاظ القرآن من الصحابة

لا يوجد عدد معين أو أسماء خاصة للصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم، سواءً في زمن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته أو بعد وفاته، ولكن ذكر العلماء عدداً من أوائل من حفظوا القرآن، يقول صاحب مناهل العرفان: "وكان حفاظ القرآن في حياة الرسول جمَّاً غفيراً منهم الخلفاء الأربعة وطلحة وسعد وابن مسعود وحذيفة وسالم مولى أبي حذيفة وأبو هريرة وابن عمر وابن عباس وعمرو بن العاص وابنه عبد الله ومعاوية وابن الزبير وعبد الله بن السائب وعائشة وحفصة وأم سلمة".[١]


من أول صحابية حفظت القرآن؟

كلّما ذُكر أبرز الصحابة الحفظة لكتاب الله، كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أُولى من يذكر من الصّحابيات، وهُنّ: أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، وأمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها-، وأمّ المؤمنين أمّ سلمة هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها-.[٢]


نبذة عن عائشة بنت أبي بكر

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، أشهر نساء النّبي -صلى الله عليه وسلم-، ولدت في السنة التاسعة قبل الهجرة، فهي لم تدرك الجاهلية، وروي عنها أنَّها قالت: (لَمْ أعْقِلْ أبَوَيَّ إلَّا وهُما يَدِينَانِ الدِّينَ)،[٣]كانت تُكنّى بأمّ عبد الله، ولقبها هو الصّديقة، أمها هي أمّ رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية -رضي الله عنها-.[٤]


نشأتها وزواجها من النّبي

تربّت -رضي الله عنها- في بيت عمَّ فيه الصدق والإيمان، في كنف والدين من خيرة الصحابة، ونشأت على الفضائل، وترعرعت في رحاب الإسلام وتعاليمه السمحة، وقد خطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعمرها سبع سنوات، وبعد الهجرة إلى المدينة لحقت به -صلّى الله عليه وسلّم- وتزوجها عندما أصبح عمرها تسع سنوات، وتمّ زواجهما في شوال من السنة الثانية للهجرة وانتقلت -رضي الله عنها- إلى بيت النّبوة.[٤]


مناقبها

عُرفت -رضي الله عنها- بكرمها، وسخائها، وزهدها، وبعلمها الغزير، فكان الصحابة يسألونها فرائض الدّين، يقول عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة -رضي الله عنها- من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة"، وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا"، ويقول عروة بن الزبير بن العوام: "ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-"، وقد روى عنها مائتان وتسعة وتسعون صحابيًا وتابعيًا من أحاديثَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم"، ولها مكانة خاصة في الدّين،[٤] ‏قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:‏ (كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ).[٥]


وفاتها

توفيت -رضي الله عنها- في العام الثامن والخمسين من الهجرة، وقد أَمرت أن تُدفن بالليل، فدفنت بالبقيع بعد الوتر، بعد أن صلّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه-، وقد نزل في قبرها عبد الله بن الزبير، وعروة ابن الزبير، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، -رضي الله عنهم أجمعين-.[٤]


المراجع

  1. فريق موقع اسلام ويب (7/10/2007)، "حفاظ القرآن في حياة الرسول"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2021. بتصرّف.
  2. فريق موقع الاسلام سؤال وجواب (26/12/2014)، "ذكر جملة من الصحابة رضي الله عنهم ، ممن أتم حفظ كتاب الله تعالى"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:6079، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث د. راغب السرجاني (1/5/2006)، "أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول"، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:3769، حديث صحيح.