عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطّاب بن نفيل القرشي العدوي، يكنى بأبي حفص،[١] ولد قبل البعثة بثلاثين سنة، تعلَّم القراءة والشعر، وكان قد عمل راعياً للإبل في صغره، وقد عُرف عنه الشدة والقوة، دخل الإسلام في السنة السادسة للبعثة، وقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له، فقال: (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ)،[٢] فأعز الله به الإسلام والمسلمين،[١] وهو أحد كبار صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأول من لُقب بأمير المؤمنين، كما أنَّه أحد العشرة المبشرين بالجنة، كان شديداً في الحق ذكيًّا، متحمسًا لدينه، كثير الورع، شديد التأثر بالقرآن.[٣]


من لقب عمر بن الخطاب بالفاروق؟

سمَّى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- بالفاروق، لأنَّه بجهره لإسلامه فرّق بين الحق والباطل، فأصبح الناس يجهرون بالصلاة أمام الكافرين في مكة دون خوف أو تردد، فكان إسلامه عزة للإسلام والمسلمين، -رضي الله عنه وأرضاه-.[٤]


كان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه وأرضاه- من الصحابة الذين تنوعت ألقابهم فأُطلق عليه لقب أمير المؤمنين، ولقب الفاروق، حتى أنَّه بعد وفاته -رضي الله عنه وأرضاه- قد أطلق عليه بعض العلماء لقب شهيد المحراب؛ لأنَّه وهو يصلي بالناس فجراً استشهد بسبب طعنة طعنها إياه أبو لؤلؤة المجوسي في محراب المسجد النبوي، وشاركة في هذا اللقب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقد استشهد أيضاً بطعنة من ابن ملجم في محراب مسجد الكوفة عندما كان يصلي بالناس صلاة الفجر -رضي الله عنهم وأرضاهم-.[٥]


عمر قبل وبعد الإسلام

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- يحمل مكانة عظيمة عند قريش في الجاهلية والتي كانت تُسبب خوفًا للمسلمين منه، وقد عُرف بفصاحة اللسان، ودِقة الحس، وكان سفيراً للقبائل التي تحاربها قريش، وعُرِف بحبه للخمر، وإدانته بالوثنية، خشي أن يهز الإسلام نظام مكة الذي توارثته أجدادهم، فكان سبباً لقتال المسلمين واضطهادهم.[٦]

أسلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- وكان ذخرًا للإسلام والمسلمين، وعلى الرغم من شدّته في الجاهلية إلا أنَّ صدقه وحبه لله -عزَّ وجل- بعد إسلامه جعله مجتهداً في عبادة الله والحرص على مرضاته، فقد عُرِف بأنَّه رجل لا يخشى إلا الله -سبحانه وتعالى-، يخاف من الدنيا وغرورها ومن المال وفتنته، وكان محباً لرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أكثر من نفسه، وقد كان لعمر مكانة عظيمة في الإسلام فكان ممن اصطفاهم الله -سبحانه وتعالى- في الحياة الدنيا، وكفى بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه-: (لو كان من بعدي نبيٌّ لكان عمرُ بنُ الخطابِ).[٧][٦]

المراجع

  1. ^ أ ب إسلام ويب (5/4/2014)، "عمر بن الخطاب-الفاروق-"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:3681، صحيح.
  3. أمين القضاه، سيرة الخلفاء الراشدين أعمال وأحداث، صفحة 43. بتصرّف.
  4. ابو الهيثم محمد درويش (7/10/2020)، "مع الفاروق رضي الله عنه-تسميتة بالفاروق-"، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021. بتصرّف.
  5. "الصحابي الذي أطلق عليه شهيد المحراب "، إسلام ويب، 30/11/2008، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "عمر بن الخطاب في ميزان الإسلام"، طريق الإسلام، 1/4/2015، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021. بتصرّف.
  7. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:403، حديث حسن كما قال في المقدمة.