الأرقم بن أبي الأرقم

اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي، وأمه من بني سهم بن عمرو بن هصيص، اسمها أميمة بنت عبد الحارث، ويقال أن اسمها تماضر بنت حذيم من بني سهم، ويكنى بأبي عبد الله، كان له من الولد عبيد الله، وعثمان، وصفية، وأمهم أم وُلِد، وأمية ومريم وأمهما هند بنت عبد الله بن الحارث من بني أسد بن خزيمة.[١][٢]


إسلامه وحياته

أسلم -رضي الله عنه- قديماً في مكة المكرمة وكان شاباً صغيراً في حدود السادسة عشرة من عمره، على يد أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، فكان من المهاجرين الأولين السابقين إلى الإسلام، فقيل أنه أسلم سابع سبعة، وقيل أسلم بعد عشرة، وقد استخفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون في داره، فكانت داره داراً للدعوة إلى الإسلام، وشهد -رضي الله عنه- بدراً وأحداً والمشاهد كلها، وأقطعه النبي -صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة، وأعطاه يوم بدر سيفاً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استعمله في السعاية؛ أي في توزيع الصدقات.[٣][٤]


وفاته

توفي الأرقم في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- في المدينة المنورة في العام الخامس والخمسين، وكان عمره بضعةً وثمانين عاماً، وكان قد أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وكان بالعقيق، فقال مروان: "أيُحبس صاحب رسول الله لرجل غائب"، وأراد الصلاة عليه، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت بنو مخزوم معه، ووقع بينهم كلام، حتى جاء سعد بن أبي وقاص فصلى عليه.[٥]


دار الأرقم بن أبي الأرقم

اتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بن أبي الأرقم في بداية دعوة الإسلام مركزاً لدعوته واجتماع المسلمين، وداراً للتشاور والتعارف بين المسلمين، وتعليمهم وتربيتهم، حيث كانت تقع داره على جبل الصفا، بعيدة عن أعين المشركين ومجالسهم، فجعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- مقراً استخفى فيها ومن معه من المسلمين من المشركين ومن أذاهم، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس إلى الإسلام، فأسلم فيها كبار الصحابة وأوائل المسلمين.[٦]


وبقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم حتى بلغ عدد المسلمين أربعين رجلاً، وكان آخرهم إسلاماً عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فلما كملوا الأربعين به، خرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله تعالى، ودعيت دار الأرقم بدار الإسلام؛ لِما كان لها من الدور الهام في تاريخ الإسلام، فقد كانت المحضن التربويّ الأول الذي ربى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه طليعة أصحابه الذين حملوا معه المسؤولية الكبرى في تبليغ رسالة الله -تعالى-.[٥]


المراجع

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 131. بتصرّف.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 183. بتصرّف.
  3. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 197-198. بتصرّف.
  4. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 479-480. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الأرقم بن أبي الأرقم"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2022. بتصرّف.
  6. "الأرقم بن أبي الأرقم القرشي "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2022. بتصرّف.