توفي بلال بن رباح -رضي الله عنه- في مدينة دمشق، وقيل في مدينة حلب، سنة ثماني عشرة للهجرة، وقيل سنة عشرين أو إحدى وعشرين للهجرة، وكان -رضي الله عنه- يبلغ من العمر ثلاث وستين سنة، وقيل سبعين سنة، وكان ذلك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد أن استأذنه بلال رضي الله عنه بالخروج إلى بلاد الشام مجاهداً في سبيل الله -تعالى-،[١][٢] وقيل أنّه قد مات -رضي الله عنه- بطاعون عمواس،[٣] وقد تمّ دفنه في الباب الصغير في مقبرة دمشق، وقيل في باب كيسان، وكان ممّا قاله -رضي الله عنه- عندما حضرته الوفاة: "غداً نلقى الأحبة، محمداً وحزبه"، وكانت امرأته تندب وتقول: واوايلاه، وهو يقول -رضي الله عنه-: وافرحتاه.[٤][٥]
نبذة عن بلال بن رباح
هو بلال بن رباح الحبشي القرشي، مؤذن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومولى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وأمه حمامة، أما كنيته فقيل أبي عبد الله، وقيل أبي عمرو، وقيل أبي عبد الكريم، وقيل أبي عبد الرحمن، وقد كان ولادته -رضي الله عنه- بعد حادثة الفيل بثلاث سنوات أو أقل،[٦][٧] أما إسلامه فقد كان من السابقين إليه، حيث ثبت عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- (إنَّ أوَّلَ من أظْهرَ إسلامَهُ سبعةٌ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، وأبو بَكرٍ وعمَّارٌ وأمُّهُ سميَّةُ وصُهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ)،[٨] وكان أمية بن خلف يتولّى تعذيبه ويخرجه إلى صحراء مكة وقت الظهيرة ويطرحه على ظهره ثم يأمر بصخرة عظيمة توضع على صدره حتى يرجع عن دينه، إلا أنَّ بلالاً -رضي الله عنه- كان لا ينفك عن قول "أحد أحد"،[٧] وقد تزوج -رضي الله عنه- من هند الخولانية،[٩] ولا عقب له كما ذكر ابن إسحاق وغيره.[١٠]
مناقب بلال بن رباح
هناك العديد من المناقب والفضائل التي امتاز بها بلال بن رباح -رضي الله عنه-، ومنها ما يأتي:[٧]
- كونه -رضي الله، عنه- أوّل من أذّن للصلاة في الإسلام.
- كونه -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام فقد كان من السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- المُشار إليه مسبقاً.
- كونه -رضي الله عنه- من سادات المسلمين، لقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بلَالًا).[١١][١٢]
- كونه -رضي الله عنه- خازن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على بيت مال المسلمين.[١٣]
- كونه -رضي الله عنه- قد رآه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنة، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا بِلالُ بم سَبقْتَنِي إلى الجنَّةِ ؟ إنني دخَلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمِعتُ خَشخشَتَك أمامي).[١٤][١٥]
- كونه -رضي الله عنه- حاملاً لعنزة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والعنزة هي السترة التي يضعها المصلي حاجزاً بينه وبين المارّة، وقد جاء ذلك عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.[١٦]
المراجع
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الاسلامي، صفحة 731. بتصرّف.
- ↑ ابن منده، معرفة الصحابة، صفحة 267. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1835. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 179. بتصرّف.
- ↑ عبد اللطيف سلطاني، في سبيل العقيدة الاسلامية، صفحة 147. بتصرّف.
- ↑ أحمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 16-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "بلال بن رباح"، قصة اسلام، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الذهبي، في تاريخ الاسلام، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:217، صحيح.
- ↑ احمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ أحمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3754 ، صحيح.
- ↑ "باب مناقب بلال بن رباح"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2021. بتصرّف.
- ↑ ابن العطار، العدة في شرح العمدة، صفحة 371. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي ، الصفحة أو الرقم:201 ، صحيح.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 245. بتصرّف.
- ↑ عبد اللطيف سلطاني، في سبيل العقيدة الاسلامية، صفحة 141. بتصرّف.