من الصحابي الذي وصفه الله بالأتقى؟

الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الذي وصفه الله بالأتقى، حيث ذكر الله تعالى التقوى ومشتقاتها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ومن هذه المواضع قوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى)،[١] واتفق أهل التفسير على أنّ المقصود بالأتقى هو أبو بكر الصديق، حيث كان -رضي الله عنه- أكمل الرجال بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد كان أبعد الناس عمّا حرّم الله تعالى، وأسرعهم في أوامره، وأكثرهم إخلاصاً في الإنفاق والعطاء دون انتظار مقابل من أحد، وقد ذكر عروة -رحمه الله- أنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان قد أعتق سبعة من المسلمين، كلّهم كان يُعذّب في الله، وهم: عامر بن فهيرة، وبلال، والنهدية وابنتها، وأمة بني المؤمل، وزنيرة، وأم عيسى، لذلك نزلت فيه الآية،[٢] وقال سفيان: "فأما زنيرة فكانت رومية وكانت من بني عبد الدار، فلمّا أسلمت عُميت، فقالوا أعمتها اللات والعزى، قالت: فهي كافرة باللات والعزى، فردّ الله إليها بصرها، وأمّا بلال فاشتراه وهو مدفون في الحجارة، فقالوا: لو أبيت إلّا أوقية لبعناكه، فقال أبو بكر: لو أبيتم إلّا مائة أوقية لأخذته، فقال: وفيه نزلت (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى) إلى آخر السورة"، حتى وإن كانت الآية تصف حالاً بالعموم، ولم تقصد أبا بكر بعينه، فإنّه -رضي الله عنه- أحقّ الأمة باشتماله فيها، فقد كان أكثر الناس إيتاءً للمال بشهادة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- له بذلك.[٣]


مناقب أبي بكر الصديق

تفرّد الصحابي أبو بكر -رضي الله عنه- بمنزلة ومكانة عظيمة في الإسلام، ففيه قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبَا بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غيرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ إلَّا بَابَ أبِي بَكْرٍ)،[٤] وفيما يلي ذكر بعض مناقبه -رضي الله عنه-:[٥]

  • الخليفة الأول لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • شهادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- له بالعلم الوفير.
  • إشهار حبّ رسول الله له أمام الجميع.
  • جهاده مع رسول الله، ومشاركته جميع غزواته.


أعمال أبي بكر الصديق

كان للصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- العديد من الأعمال النافعة والإنجازات المهمة في التاريخ الإسلامي، وفيما يأتي ذكر أهمّها:[٦]

  • موافقته على بيعة المسلمين له؛ لما في ذلك مصلحة للأمة.
  • الإشراف على العديد من الفتوحات الإسلامية، وإرسال الجيوش إلى الشام لفتحها، وإرسال المدد لذلك.
  • إصراره -رضي الله عنه- على إرسال جيش أسامة بن زيد إلى الشام، وثباته على ذلك.
  • محاربته لأهل الردة، والممتنعين عن دفع الزكاة.
  • استخلاف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الأمة الإسلامية بعد وفاته، وكان هذا من أعظم الأعمال التي تفرّس وتميّز بها الصديق -رضي الله عنه-، لعلمه وتيقّنه بأن خلافة عمر بن الخطاب ستكون خيراً للأمة والمسلمين.


المراجع

  1. سورة سورة الليل، آية:17
  2. سليم الهلالي، كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب، صفحة 519. بتصرّف.
  3. "مع الصديق رضي الله عنه - الصديق أتقى الصحابة"، طريق الإسلام، 14/9/2020، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3654، حديث صحيح.
  5. أبو عبدالعزيز سعود الزمانان، "المختصر الأنيق في فضائل أبي بكر الصديق"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  6. "أهم الأعمال التي قام بها أبو بكر رضي الله عنه"، إسلام ويب، 14/2/2008، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.