من هو الصحابي الذي وضع التاريخ الهجري؟

الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي وضع التاريخ الهجري، حيث لم يكن في أول ظهور الإسلام متعارفٌ على التاريخ الهجري، فلم يكن معمولٌ به في عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا في خلافة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، حتى جاءت خلافة عمر بن الخطاب واعتمد التاريخ الهجري، وقد بدأ العمل به في السنّة السابعة عشر للهجرة، وذلك عندما أرسل أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- لعمر فقال: "إنه يأتينا منك كُتُباً ليس لها تاريخ"، فاجتمع عمر مع الصحابة، وتناقشوا في الأمر، فمنهم من اقترح أن يؤرِّخوا كما تؤرّخ الفرسُ بملوكها، فكلما هلك ملِك أرَّخوا بولاية من بعده، فلم يلقى هذا الرأي أيّ إجماع، فقال بعضهم: أرّخوا بتاريخ الروم، وأيضاً لم يلقَ الإجماع عليه، ومن الصحابة من قال: أرِّخوا بالمبعث، وبعضهم قال: أرِّخوا بالهجرة، فأُعجب بذلك عمر، وقال: "الهجرة فرّقت بين الحقّ والباطل، فأرِّخوا بها"، فكان الإجماع على ذلك بإشراف من الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[١][٢]


الشهر الذي بُدءَ به السنة الهجرية

بعد أن قرر الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يبدؤوا بالتأريخ من وقت خروج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة إلى المدينة، كان لا بد لهم من تحديد بأي شهرٍ ستبدأ السنة الهجرية، فقال بعضهم: من رجب، لأنّ أهل الجاهلية كانوا يعظمونه، وقال آخرون: من شهر رمضان، وقال غيرهم: من ذي الحجّة، لأنّ فيه الحجّ، وقال آخرون: الشهر الذي خرج فيه رسول الله من مكة مهاجراً، وقال آخرون: الشهر الذي قدم فيه، حتى قال عثمان -رضي الله عنه-: "أرّخوا من المحرم أول السنة، فهو شهر حرام، وهو أول الشهور في العدة، وهو منصرف الناس عند الحج"، وقد أيّد ذلك عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره لقول الله تعالى: (وَالْفَجْرِ)،[٣] حيث إنّ المقصور بالفجر هو شهر المحرم، وهو فجر السنة.[٤]


ترتيب أشهر السنة الهجرية

عدد أشهر التقويم الهجري المتعارف عليها هي اثنا عشر شهراً، تبدأ من شهر محرّم، وتنتهي بشهر ذي الحجّة، وفيما يلي ذكرهم بالترتيب:وفيما يأتي ذكر أشهر التقويم الهجري بالترتيب:[٥]

  • محرّم: وقد سُمي بذلك لحرمته بين العرب.
  • صفر: سُمي بذلك لخلو بيوتهم منهم في هذا الوقت من السنة، حيث يخرجون للقتال والأسفار فيه، فعند أهل اللغة يُقال صفر المكان إذا خلا من أهله.
  • ربيع الأوّل: ومأخوذ اسم هذا الشهر من حالهم فيه، حيث سمي بذلك لارتباعهم فيه، ومعنى الارتباع هو الإقامة في عمارة الربيع.
  • ربيع الثاني: سُمي بذلك لنفس سبب تسمية شهر ربيع الأول.
  • جمادى الأولى: وقد سُمّي بذلك لجمود الماء فِيه.
  • جمادى الآخرة: سُمي بذلك لنفس سبب تسمية شهر جمادى الأولى.
  • رجب: جاء اسم رجب من الترجيب وهو التعظيم، ويُجمع على أرجابٍ، ورِجابٍ، ورجباتٍ.
  • شعبان: وقد سُمي بذلك لأجل تشعُّب القبائل فيه، وتفرُّقها للغارة، ويكون جمعه على شعابين وشعبانات.
  • رمضان: من الرمضاء؛ وهو شدّة الحر.
  • شوّال: من شالت الإبل بأذْنابها للطّرَاق؛ أي أن الإبل ترفع ذنبها من أجل اللقاح.
  • ذو القعدة: وقد سُمي بذلك لقعودهم فيه عن القتال والرحيل.
  • ذو الحجّة: ففي هذا الشهر يُقام الحج.


المراجع

  1. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (11/7/2016)، "التاريخ الهجري شعيرة إسلامية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021. بتصرّف.
  2. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 268. بتصرّف.
  3. سورة سورة الفجر، آية:1
  4. السيوطي، كتاب الشماريخ في علم التاريخ، صفحة 15-16. بتصرّف.
  5. "سبب تسمية الأشهر الهجرية بأسمائها المعروفة"، الإسلام سؤال وجواب، 10/4/2014، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021. بتصرّف.