الصحابي الذي وضع معالم الحرم المكي

هو الصحابي الجليل كُرز بن علقمة -رضي الله عنه-، وقد حدث ذلك في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، حيث اختفت بعض معالم الحرم المكي ولم يعرفها أحدٌ من الناس، فأرسل والي مكة حينها وهو مروان بن الحكم كتاباً إلى الخليفة في دمشق معاوية بن أبي سفيان، يخبره فيه بالمشكلة القائمة لديه ويطلب منه المساعدة في حلها، فرد عليه معاوية بكتابٍ يقول فيه: إذا كان كُرز بن علقمة ما يزال على قيد الحياة فاطلب منه أن يدلكم على معالم الحرم، فأمر مروان كرزاً بذلك، فقام كرز بوضع معالم الحرم المكي، وبقيت المعالم كما وضعها كُرز منذ ذلك الوقت.[١]


معلومات عن الصحابي كرز بن علقمة

اسمه ونسبه

هو كرز بن علقمة وقيل كرز بن حبيش، بن هلال بن جريبة بن عَبْد نهم بن حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عَمْرو بن رَبِيعة، الخزاعي الكعبي.[٢]


إسلامه

أسلم كرز في يوم فتح مكة، وعاش عمراً طويلاً، وهو الذي كان قد اقتفى أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر الصديق -رضي الله عنه- عندما خرجا مهاجرين من مكة إلى المدينة، فعندما وصل إلى باب الغار الذي كانا بداخله قال: هنا اختفى الأثر وانقطع، فرأى سادة قريش العنكبوت قد نسجت شباكها على باب الغار فعادوا خائبين، ورأى كرز قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب الغار فقال: هذه القدم من تلك القدم، وكان يقصد قدم إبراهيم -عليه السلام- التي في مقامه عند الكعبة.[١]


روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-

روى كرز بن علقمة -رضي الله عنه- حديثاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتن آخر الزمان بروايتين ولفظين متقاربين بينهما اختلاف يسير، جاء في كل منهما ما يلي:[٣]

  • "قالَ أعرابيٌّ يا رسولَ اللَّهِ هل للإسلامِ مِن مُنتَهى قال نعَم أيُّما أَهلِ بيتٍ منَ العربِ أوِ العجمِ أرادَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهم خيرًا أو أدخلَ عليهمُ الإسلامَ قال ثمَّ ماذا يا رسولَ اللَّهِ قال ثمَّ تقعُ فتَن كأنَّها الظُّللُ فقال الأعرابيُّ كلَّا يا رسولَ اللَّهِ قال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ بلى والَّذي نفسي بيدِه لتعودنَّ فيها أساودَ صُبًّا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ".[٤]
  • "قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ هل للإسلامِ مِنْ منتَهَى قال نَعَمْ أَيُّما أهلِ بيْتٍ مِنَ العَرَبِ أَوِ العجَمِ أَرَادَ اللهُ بهم خيْرًا أدْخَلَ علَيْهِم الإسلامَ ثم تَقَعُ الفِتَنُ كأنَّها الظُّلَلُ قال كَلَّا واللهِ إِنْ شاءَ اللهُ قال بَلَى والَّذِي نَفْسِي بيدِهِ ثم تعودونَ فيها أساوِدُ صبًّا يضربُ بعضُكُمْ رقابَ بعضٍ قال سفيانُ الحيَّةُ السوداءُ تنصِبُ أيْ تَرْتَفِعُ وفي روايةٍ فأوَّلُ الناسِ مؤمِنٌ مُعْتَزِلٌ في شِعْبٍ مِنَ الشعابِ يَتَّقِي رَبَّهُ تبارَكَ وتعَالى وَيَدَعُ الناسَ مِنْ شَرِّهِ".[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 282. بتصرّف.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 169. بتصرّف.
  3. البغوي، معجم الصحابة، صفحة 137-138. بتصرّف.
  4. رواه الوادعي، في صحيح دلائل النبوة، عن كرز بن علقمة الخزاعي، الصفحة أو الرقم:555، حديث صحيح.
  5. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن كرز بن علقمة الخزاعي، الصفحة أو الرقم:308، حديث روي بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح.