الصحابي صبيغ بن عسل

اسمه ونسبه

اختلف في اسمه ونسبه فقيل هو صَبِيغ -بفتح الصاد وكسر الباء- بن عِسْل -بكسر العين وسكون السين-، وقيل هو ابن عُسيل، وقيل هو صَبيغ بن شريك، من بني عسل بن عمرو بن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي البصري،[١] وقال ابن حجر العسقلاني: "القولان صحيحان؛ وهو صبيغ بن شريك بن المنذر بن قطن بن قشع بن عسل بن عمرو بن يربوع التميمي؛ فمن قال صبيغ بن عسل فقد نسبه إلى جده الأعلى".[٢]


هل هو صحابي؟

هو مذكورٌ في كتب تراجم الصحابة، ككتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني، وقد قال عنه ابن حجر: له إدراك، أي إدراك صحبة.[٣]


قصته مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

كان صبيغ يبحث عن متشابهات القرآن ويتتبعها ويسأل عنها من باب التشكيك، فسمع بذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأرسل في طلبه، فلما جاء إليه صبيغ قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه صبيغ، قال: وأنا عبد اللَّه عمر، ثم ضربه عمر على رأسه حتى أدماه، فقال له صبيغ: حسبُك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الّذي كنت أجده في رأسي،[٣] وروى صبيغ قصة أخرى فقال: "جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة، وعليّ غديرتان وقَلَنْسِيَة، فقال عمر: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يخرج من المشرق حلقان الرؤوس يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، طوبى لمن قتلوه، وطوبى لمن قتلهم، ثم أمر عمر ألاّ أُؤوى ولا أُجالس"، وروى سعيد بن المسيب أن صبيغ جاء إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن "الذَارِيَاتِ ذَرْواً"، فقال عمر: هي الريح، ولولا أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُه ما قُلته، فقال صبيغ: فأخبرني عن "الْحَامِلاَتِ وِقرْاً"، فقال عمر: السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما قُلته، فقال صبيغ: فأخبرني عن "الْمُقَسِّماتِ أَمْراً"، فقال عمر: هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما قلته، فقال صبيغ: فأخبرني عن "الْجَارِيَاتِ يُسْراً"، فقال عمر: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوله ما قلته، ثم أمر عمرُ بحبسه في بيت وضربه مائة ضربة.[١]


منع صبيغ من التحدث مع الناس ثم العفو عنه

أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتاباً إلى أبي موسى الأشعري وكان واليه على البصرة فأمره فيه أن يمنع الناس من مُجالسة صبيغ والتحدث معه، فكان الناس إذا رأوا صبيغ تفرقوا وابتعدوا عنه، وبقي صبيغ على هذه الحال حتى ذهب إلى أبي موسى وأقسم له بالأيمان المُغلظة أن الذي كان في نفسه من الشك قد زال، فأرسل أبو موسى كتاباً إلى عمر يخبره فيه عن ذلك، فرد عليه عمر أنه يصدّق صبيغ فيما قال وأنه يعفو عنه، وأمرَ أبا موسى أن يرفع عن صبيغ الحظر، وأن يسمح له بمجالسة الناس والتحدث معهم.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 45. بتصرّف.
  2. ابن حجر العسقلاني، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، صفحة 954. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 370. بتصرّف.
  4. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 46. بتصرّف.