دعاء أنس بن مالك وقصته

روى المؤرخون أن الحجاج بن يوسف الثقفي استعرض بعض خيوله أمام الصحابي الجليل أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-، ثم قال له: أين هذه الخيول من تلك التي كانت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟، فقال له أنسٌ -رضي الله عنه-: تلك والله كما قال الله -عز وجل-: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)،[١] أما هذه الخيول فقد أُعدت للرياء والسمعة، فغضب منه الحجاج غضباً شديداً، وقال له: لولا كتابُ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان لفعلتُ بك الأفاعيل، وكان الخليفة عبد الملك بن مروان قد أرسل رسالةً إلى الحجاج يوبخه فيها توبيخاً شديداً لأنه كان قد أساء الأدب مع صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخادمه أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-، فقال أنسٌ للحجاج بعد أن هدده بالقتل هذه المرة: والله لا تستطيع ذلك، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علّمني كلماتٍ أتحرّز بهن من كل شيطانٍ مريد ومن كل جبار عنيد، فجلس الحجاج على الأرض أمام أنسٍ -رضي الله عنه- عندما سمع منه هذا الكلام، وقال له: علمني هذه الكلمات يا عم، فقال له أنسٌ -رضي الله عنه-: إنك والله لست بأهلٍ لهن، فحاول الحجاج أن يتعلم الدعاء من أبناء أنسَ -رضي الله عنه- لكنهم رفضوا أن يعلّموه.[٢]


نص الدعاء

رُوي أن الدعاء الذي رفض أنسُ بن مالكٍ -رضي الله عنه- تعليمه للحجاج هو: "بسْمِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي وَدِينِي، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى مَا أَعْطَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ رَبِّي، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، أَجِرْنِي مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَمِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"،[٣] وجاء في روايةٍ أخرى: "بِسْمِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي وَدِينِي، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى كُلِّ مَا أَعْطَانِي رَبِّي، اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَأَعَزُّ وَأَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ، وَأَحْذَرُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَمِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ"، وأنه يقالُ ثلاث مرّاتٍ كل صباحٍ ومساءٍ.[٤]


هل ثبت هذا الدعاء في السُّنة النبوية؟

ورد هذا الدعاء مع قصته في العديد من الكتب والمراجع، ولم يتكلم العلماء عن صحته،[٥] ولكن جاء في بعض كتب تخريج الحديث أن هذا الدعاء ورد بإسنادٍ ضعيفٍ جداً.[٦]


المراجع

  1. سورة الأنفال، آية:60
  2. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صفحة 339-340. بتصرّف.
  3. الطبراني، كتاب الدعاء، صفحة 323. بتصرّف.
  4. أبو الليث السمرقندي، تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، صفحة 550. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1357. بتصرّف.
  6. سليم الهلالي، عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب عمل اليوم واليلة لابن السني، صفحة 398. بتصرّف.