عدد مرويات الصحابة

روى الصحابةُ -رضي الله عنهم- كل ما سمعوه وشاهدوه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وامتلأت كتب السّنّة بعشرات آلاف الأحاديث، ومن أشهر كتب الحديث وأكبرها وأصحها: صحيح البخاري وصحيح مسلم، وتوجد كتب أخرى كبيرة جمعت في غالبها ما صح من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها سنن أبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، وتسمى هذه الكتب الأربعة مع صحيحي البخاري ومسلم بالكتب الستة، وهي أصح كتب الحديث، وهناك مؤلفات وكتب أخرى في الحديث، كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان وسنن الدارقطني والبيهقي ومسند الإمام أحمد وغيرها، ولا يوجد رقمٌ محددٌ لعدد مرويات الصحابة كاملةً في كل كتب السُّنَّة، وقد جمع الإمام البخاري في صحيحه 7275 حديثاً بما فيها المكرر، وأما بدون المكرر فتصبح 4000 حديث، وجمع الإمام مسلم في صحيحه 12000 حديثاً مع التكرار، و4000 بدون تكرار، وإذا ما حاولنا جمع كل ما في كتب السنة بعد حذف المكرر فلن يصل العدد إلى خمسين ألف حديثاً منها الصحيح وغير الصحيح، وقد نُقل عن الإمام أبي عبد الله الحاكم أن الأحاديث الصحيحة جميعاً لا تصل إلى عشرة آلاف حديث،[١][٢] وذكر محمد ضياء الرحمن الأعظمي بأن عدد الأحاديث الصحيحة في جميع كتب السنة النبوية يبلغ حوالي اثنا عشر ألف حديثاً إلى خمسة عشر ألف حديثاً.[٣]


عدد مرويات المكثرين من الرواية من الصحابة

أبو هريرة

وهو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أكثرُ الصحابة روايةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواهم حفظاً، وقد شهد له الصحابة بالتفوق وكثرة الحفظ ودقته، وقد كان فقيراً من أهل الصّفة، يعيش على القليل، ويتفرغ للعبادة والعلم وملازمة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لقّبه العلماء براوية الإسلام، بلغ عدد مروياته 5374 حديثاً، اتفق البخاري ومسلم له على 325 حديثاً، وانفرد البخاري بـ93 حديثاً، وانفرد مسلم بـ 189 حديثاً، وروى عنه أكثر من 800 رجلاً.[٤]


عبد الله بن عمر

وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- من المُكثرين في رواية الحديث، كان عابداً ناسكاً مجاهداً متواضعاً مشغولاً بطلب العلم منذ صغره، وهو من علماء الصحابة وفقهائهم الكبار، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير، وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وغيرهم، وروى عنه جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وكبار التابعين كسعيد بن المسيب وعطاء ومجاهد وغيرهم، بلغت مروياته 2630 حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على 168 حديثاً منها، وانفرد البخاري بـ 81 حديثاً، وانفرد مسلم بـ 31 حديثاً.[٥]


أنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-، خادم النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ صغره، نشأ في بيت النبوة، ونهل من معينها، وحفظ وروى الكثير عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود وغيرهم، ورى عنه كبار التابعين كالحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهم، وكان يمتاز بقلة الكلام وكثرة العبادة والتشبه برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بلغت مروياته 1286 حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على 168 حديثاً منها، وانفرد البخاري بـ 80 ومسلم بـ 70 حديثاً.[٦]


المراجع

  1. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 49. بتصرّف.
  2. عبد الحليم محمود، السنة ومكانتها من التشريع، صفحة 59. بتصرّف.
  3. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه، صفحة 54. بتصرّف.
  4. أحمد محرم الشيخ ناجي، الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين، صفحة 120-122. بتصرّف.
  5. أحمد محرم الشيخ ناجي، الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين، صفحة 135-138. بتصرّف.
  6. أحمد محرم الشيخ ناجي، الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين، صفحة 138-141. بتصرّف.