كان يُكنَى الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه بأبي عبد الله، وقيل أبي الحكم، وقيل أبي عبد الرحمن،[١] وقيل أبي عبد الكريم، وقيل أبي عمرو،[٢] حيث ذكرت كتب السير أنه قد تزوّج من هند الخولانية، ولم تنجب له أبناءً،[٣] وقيل أنه تزوج من هالة بن عوف أخت عبد الرحمن بن عوف -رضيَ الله عنهما- ولم يُولد له منها أيضاً،[٤] فهو لا عقب له كما ذكر ابن إسحاق وغيره،[٥] وكان رضي الله عنه مولى أبي بكر الصِّديق -رضيَ الله عنه- اشتراه ثم أعتقه لوجه الله -تعالى-، وُلد بعد عام الفيل بثلاث سنوات أو أقل [٦] بمكة وقيل في السراة، اسم أمه حمامة وهي مولاة لبني جُمَح.[٢]


صفات بلال بن رباح

كان -رضيَ الله عنه- شديد السُّمرة، طويلاً نحيفاً، أجنى؛ أي يميل أعلى ظهره على صدره، كثير الشّعر، خفيف العارضين؛ أي قليل شعر الوجه، لا يغيّر لون شيْبه،[٧] وقد تَمَيَّزَ -رضيَ الله عنه- بصفات حميدة وأخلاق كريمة، نذكر منها ما يأتي:

  • الصبر على العذاب: كان -رضيَ الله عنه- صابراً على شدة العذاب ثابتاً على الدين، فقد لاقى أشد صنوف العذاب والتنكيل على يد أمية بن خلف بعد إسلامه، فكان يُخرجه عند اشتداد الحرِّ فيطرحه على ظهره في أرض مكة ويضع صخرة عظيمة على صدره ويأمره بأن يكفر فيمتنع، ويقول جملته الشهيرة "أحدٌ أحدٌ"، فقد قال عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه-:(وأمَّا سائرُهم فأخَذهم المُشرِكونَ وأُلبِسوا أدراعَ الحديدِ وصهَروهم في الشَّمسِ فما منهم أحَدٌ إلَّا وَاتَاهم على ما أرادوا إلَّا بلالٌ فإنَّه هانَتْ عليه نفسُه في اللهِ وهان على قومِه فأخَذوه فأعطَوْه الوِلْدانَ فجعَلوا يطوفونَ به في شِعابِ مكَّةَ وهو يقولُ : أحَدٌ أحَدٌ).[٨][٦]
  • الصوت النَّدي: كان -رضيَ الله عنه- قد حَبَاه اللهُ -تعالى- بالصوت الجميل الذي جعل منه مؤذن النبي -صلَى الله عليه وسلّم- في السفر والحضر، فكان أول مَن أذَّن في الإسلام.[٢]
  • التواضع: كان -رضيَ الله عنه- على عظم قدره عند رسول الله -صلَى الله عليه وسلَم- وعند الصحابة الكرام، شديد التواضع، فقد كان يتذكر أنَّ أصله حبشي وأنَّه كان عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء.[٦]
  • الرباط والجهاد في سبيل الله -تعالى-: حيث كانت حياته كلها جهاد ورباط؛ لإقامة الدين، ولإعلاء كلمة الحق، ابتغاء رضا الله ورضا رسوله، فقد علم -رضيَ الله عنه- أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حثّ كثيراً على الجهاد في سبيل الله -تعالى- كما في قوله عندما سُئِلَ عن أفضل العمل:(قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ، وجِهَادٌ في سَبيلِهِ)،[٩] فطلب من الخليفة عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- أن يخرج إلى الشام مرابطاً مجاهداً في سبيل الله -تعالى- فأذن له.[١٠]


فضائل بلال بن رباح

هناك العديد من فضائله -رضيَ الله عنه- نذكر منها الآتي:

  • صحابي جليل: فكلُّ ما ثبت من فضل للصحابة -رضيَ الله عنهم- يثبت له لأنَّه من جملتهم.
  • سيد من سادات الصحابة: جاء عن عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- أنه قال عن بلال:(أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بلَالًا).[١١][٦]
  • بشارته بالجنة: بشره النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأنَّه من أهل الجنة، وجاء ذلك في قوله:(فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ)،[١٢] حيث ورد عنه -رضيَ الله عنه- أنه كان يتوضأ كلما أحدث ثم يُصلي ركعتين لله -تعالى-، كما في قوله عندما سأله النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (بما سبَقْتَني إلى الجنَّةِ ) ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ ما أحدَثْتُ إلَّا توضَّأْتُ ولا توضَّأْتُ إلَّا رأَيْتُ أنَّ للهِ علَيَّ ركعتَيْنِ أُصلِّيهما).[١٣][١٤]


المراجع

  1. عبداللطيف سلطاني، كتاب في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 133. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 243. بتصرّف.
  3. احمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 35. بتصرّف.
  4. "بلال بن رباح نبذة عنه وعن أسرته ."، إسلام ويب، 3-3-2003، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2021. بتصرّف.
  5. أحمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 41. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث "بلال بن رباح "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2021. بتصرّف.
  7. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 330. بتصرّف.
  8. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:7083 ، أخرجه في صحيحه.
  9. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2518 ، صحيح .
  10. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 244. بتصرّف.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:3754 ، صحيح .
  12. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1149، صحيح .
  13. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان ، عن بريدة ، الصفحة أو الرقم:7087 ، أخرجه في صحيحه.
  14. عبداللطيف سلطاني ، كتاب في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 146. بتصرّف.