علم التفسير

إنَّ التفسير في أصل اللغة يعرف بأنَّه الكشف والبيان والإبانة عن الشيء، وهو في الإصطلاح: البحث عن مراد الله -سبحانه وتعالى- من آيات القرآن الكريم بما أُعطي الإنسان من آلآت وقدرات لفهم خطاب الله -سبحانه وتعالى- من خلال النّظر في تفسير السلف الصالح وخاصّة القرون المفضّلة بما فيها قرن الصحابة -رضي الله عنه عنهم-، ومن ثمّ التابعين، ومن ثمَّ أتباع التابعين، وفي هذا المقال سيكون البحث عن التفسير في القرن الأوّل وهو التفسير في قرن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- ومن هم المفسرون المشتهرون من الصحابة -رضي الله عنهم-.[١]


من هم المفسرون من الصحابة؟

يعدُّ التفسير في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- من أهمّ المراحل التي مرّ بها علم التفسير حيث إنَّهم -رضي الله عنهم- تلقوا هذا العلم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبيّن لهم بعض المعاني من الآيات فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح أنَّ رجلًا سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وهو بِوادي القُرى وهو على فَرَسِهِ، وَسَألَهُ رَجُلٌ مِن بُلقينٍ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء المَغضوبُ عليهم. فأشارَ إلى اليَهودِ، فقالَ: مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء الضَّالُّونَ، يَعني النَّصارى. قالَ: وجاءَهُ رَجُلٌ، فقالَ: استُشهِدَ مَولاكَ، أو قالَ: غُلامُكَ فُلانٌ، قالَ: بل هو يُجَرُّ إلى النَّارِ في عَباءَةٍ غَلَّها)،[٢] فأوّل مصدر للصحابة -رضي الله عنهم- في أخذ التفسير هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمّّ أخذوا يفسّرون القرآن الكريم بما فهموا من خطاب الله تعالى من خلال قواعد وقوانين اللغة العربية، ومن أهم الصحابة اشتغالًا في علم التفسير:[٣]

  • أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه-.
  • عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
  • عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-.
  • علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
  • عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
  • عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.


أهمية تفسير الصحابة

ينقسم التفسير عند أكثر العلماء إلى قسمين؛ تفسير بالرأي، وتفسير بالأثر وهذا النوع يعتمد عليه تفسير الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- بالمنزلة الأولى وهم أعلم النّاس بتفسير القرآن الكريم؛ لأنَّهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعاصروا التنزيل، ولسلامة لغتهم العربية، ولبعدهم عن الهوى والبدع، وكلُّ من جاء بعدهم يعتمدون في التفسير على أقوالهم في التفسير، فكلّ من الصحابة -رضي الله عنهم- عنده مدرسة وتلاميذ أخذوا هذا العلم عنهم ونقلوه حتى جاءنا غضًا طريًا، ومن أهمّ من اهتمّ بجمع أقوال الصحابة -رضي الله عنهم- بتفسير آيات القرآن الكريم إمام المفسّرين وعمدتهم ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى- وأيضًا ممن سار على نهجه في نقل تفسير الصحابة والسلف؛ أبو حاتم في كتاب تفسير أبي حاتم.[٤]


المراجع

  1. [عبد الجواد خلف]، كتاب مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، صفحة 75. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل، الصفحة أو الرقم:20736، حديث إسناده صحيح.
  3. "المشتهرون بالتفسير من الصحابة والتابعين"، الألوكة، 31/8/2008، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.
  4. الشيخ محمد جميل زينو (20/11/2019)، "تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. بتصرّف.