من هو خادم رسول الله وصاحبه؟

هو أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه-،[١] من بني عدي بن النجار وأمه أم سليم بنت ملحان، ويكنى أبا حمزة،[٢] ولد بالمدينة المنورة وهو من السابقين في الإسلام، ومن أكثر الصحابة الذين رووا عن النبي أحاديث شريفة بعد أبي هريرة وعبد الله بن عمر، وخدم الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو في عمر صغير ولمدة عشر سنين وكان يفتخر بذلك، ودعا له النبي بالبركة في العمر والولد والرزق؛ فعاش لمدة طويلة ورزقه الله بأبناء وأحفاد كثر،[١] روي عن أمه -رضي الله عنها-: (يَا رَسولَ اللَّهِ، أنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ له، قالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ).[٣]


خدمة أنس بن مالك للرسول محمد

بعد إسلام مليكة بنت ملحان أم أنس -رضي الله عنها- مع قومها، عرضت الإسلام على زوجها فرفض وغضب وخرج إلى الشام، فكان عليها تربية أبنائها لوحدها وتحمل المسؤولية كاملة، وكانت صاحبة همة عالية وعقل راجح وذات حكمه؛ فقد أرادت أن يحظى ابنها بهذا الشرف وأن يرتبط اسمه مع اسم رسوله؛ فأرسلته وهو بعمر العشر سنوات إلى رسول الله ليخدمه ويتربى على يديه، وخلال فترة خدمته حفظ وروى عن النبي آلاف الأحاديث الشريفة؛ فقد علمته أمه القراءة والكتابة وهو دون العشر سنوات،[٤] ففي الحديث: (لمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ أخذت أمُّ سُليمٍ رضِي اللهُ عنها بيدي فقالت يا رسولَ اللهِ هذا أنسٌ غلامٌ لبيبٌ كاتبٌ يخدُمُك فقَبِلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم).[٥]


تربية الرسول محمد لأنس بن مالك

تربى أنس بن مالك على يد الرسول -صلى الله عليه وسلّم- أفضل تربية، كما أنَّه لم يكن كالخدم بل كان متطوعّا، ويستعين فيه ببعض أموره وليس كلها،[٦] فقال -رضي الله عنه-: (لقد خدمتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عشرَ سنينَ فواللَّه ما قالَ لي: أُفٍّ قطُّ، ولا قالَ لشيءٍ فعلتُهُ: لمَ فعلتَ كَذا ولا لشيءٍ لم أفعلْهُ ألا فعلتَ كَذا).[٧]


مواقف من حياة أنس بن مالك

موقفه في حفظ السر، ففي الحديث: (أَتَى عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَنَا أَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، قالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَبَعَثَنِي إلى حَاجَةٍ، فأبْطَأْتُ علَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قالَتْ: ما حَبَسَكَ؟ قُلتُ بَعَثَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِحَاجَةٍ، قالَتْ: ما حَاجَتُهُ؟ قُلتُ: إنَّهَا سِرٌّ، قالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بسِرِّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَحَدًا. قالَ أَنَسٌ: وَاللَّهِ لو حَدَّثْتُ به أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ يا ثَابِتُ).[٨]


وفاة أنس بن مالك

توفي أنس بن مالك بالبصرة، فقد انتقل إلى العيش فيها بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، وتوفي بقصره هناك وكان آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وقد اختلف بسنة وفاته، فقيل أنَّه توفي سنة تسعين وقيل اثنتين وتسعين، وقيل ثلاثة وتسعين للهجرة، -والله أعلم-.[١]



المراجع

  1. ^ أ ب ت الموسوعات الثقافية المدرسية (27/4/2015)، "أنس بن مالك رضي الله عنه "، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  2. مصطفى عبدالباقي (11/8/2013)، "مع الصحابة في رمضان (16) أنس بن مالك (رضي الله عنه) "، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6378، (حديث صحيح).
  4. أحمد الجوهري عبد الجواد (29/4/2017)، "أم أنس بن مالك"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  5. رواه السخاوي، في البلدانيات، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:211، (حديث صحيح).
  6. إسلام ويب (25/4/2010)، "سبب اتخاذ النبي للخدم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  7. رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:463، (حديث صحيح).
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2482، (حدبث صحيح).