نبذة عن أنس بن مالك

  • هو أبو حمزة الأنصاري أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري، أمه أم سُليم بن بنت ملحان بن خالد بن زيد، وهنا يلتقي نسبها بنسب زوجها مالك بن النضر،[١] ينتهي نسبهم إلى النجار؛ واسمه تيم بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وعمرو بن عامر، وهو الذي أحسَّ بقرب انهيار سد مأرب في اليمن فخرج منها إلى المدينة واستوطن فيها، وبنو النجار هم أخوال عبد المطلب جدّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. [٢]
  • وُلد -رضي الله عنه- بالمدينة وأسلم صغيراً، وكنَّاه النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأبي حمزة، أهدت أم سليم ابنها أنس للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة ليقوم بخدمته،[١] وكان عمره -رضي الله عنه- عشر سنين فمكث يخدم النبي عشر سنين، عاش رضي الله عنه مدة طويلة، فهو آخر من تُوفي من الصحابة في البصرة سنة اثنان وتسعين، وقيل ثلاث وتسعين، وقيل تسعين للهجرة.[٣]


شخصية أنس بن مالك

إن طول فترة خدمة أنس -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم، وعيشه في أحضان البيت النبوي منذ صغره، له الأثر البالغ في تكوين شخصيته، وتميّزها، فقد كان رضي الله عنه عاقلاً فطناً، كريماً سخياً، شجاعاً رامياً، قليل الكلام يكره كثرته وفضوله، شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الأربعة، والصحابة كلهم، وفيما يأتي بيان أبرز ما تميزّت به شخصيته الفذّة من صفات:[٤]


كثير العلم والرواية

كان -رضي الله عنه- من القلائل الذي يتقنون الكتابة والقراءة، ولدقة فهمه وحدّة ذكائه وملازمته النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عشر سنين في جميع أحواله، كل ذلك مكَّنه من أن يحيط علماً بالسُّنة بشكل واسع، فقد تعلّم وحفظ على يديْ النبي صلى الله عليه وسلم، واشتهر بكثرة رواية الحديث، حتى أصبح من أهم ناقلي السُّنة والعاملين بها، ومن كبار الصحابة في الحديث والإفتاء والإقراء، وكان قد أقام في البصرة، لتعليم الناس سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فروى عنه سادة التابعين وعلمائهم من أمثال الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وغيرهم الكثير.[٥][٦]


شديد التأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام

كان رضي الله عنه شديد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، يتأسى به في أفعاله وأقواله وعبادته، يحرص على اتباعه في كل شيء، فكان يتكلم ثلاثاً، ويستأذن ثلاثاً ويسلّم ثلاثاً، ويحدّث ثلاثاً، ويحبّ الطعام الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي كما يصلي، وممّا يدل على ذلك قول أبي هريرة -رضي الله عنه-:(ما رأيتُ أشبهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منِ ابنِ أمِّ سليمٍ يعني أنسَ بنَ مالكٍ).[٧]


حريصاً على السَُنة

كان -رضي الله عنه- مُتمسكاً بسنة رسول الله، شديد الخوف من مخالفته، فكان يبكي إذا رأى من خالفها، فقد ورد عن الزهري قال:(دَخَلْتُ علَى أنَسِ بنِ مالِكٍ بدِمَشْقَ وهو يَبْكِي، فَقُلتُ: ما يُبْكِيكَ؟ فقالَ: لا أعْرِفُ شيئًا ممَّا أدْرَكْتُ إلَّا هذِه الصَّلاةَ وهذِه الصَّلاةُ قدْ ضُيِّعَتْ)،[٨] أي أن الناس في ذلك الوقت يؤخّرون أداء صلاتهم إلى آخر وقتها.[٩]


شديد الورع

كان -رضي الله عنه- شديد الورع، متواضعاً، حيث جلس مرة مع نفر من المجوس فقُدّم له طعام على إناء من فضة فلم يأكله، وطلب أن يوضَع الطعام في إناء من خشب، فأكله.[١٠]


ناسكاً متعبداً

كان -رضي الله عنه- كثير العبادة، والمراقبة لله سبحانه، حيث كان يقوم يصلي حتى تسيل قدماه من الدماء من طول القيام، ورُوي عنه أنه أحرم للحج من ذات عرق فلم يُسمع منه إلا ذكر الله -تعالى- حتى أحلّ من إحرامه.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب أبو القاسم بن الفراء، تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق والمفترق، صفحة 27. بتصرّف.
  2. عبدالحميد طهماز، أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم، صفحة 17-18. بتصرّف.
  3. "أنس بن مالك "، الألوكة ، 27-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2021. بتصرّف.
  4. عبد الحميد الطهماز، أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم، صفحة 169. بتصرّف.
  5. "أنس بن مالك "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2021. بتصرّف.
  6. عبد الحميد الطهماز، أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم، صفحة 108-109. بتصرّف.
  7. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:138، حسن .
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:530، صحيح.
  9. عبدالحميد طهماز ، أنس بن مالك الخادم الامين والمحب العظيم، صفحة 89. بتصرّف.
  10. عبدالحميد طهماز، أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم، صفحة 92-93. بتصرّف.
  11. عبدالحميد طهماز، أنس بن مالك الخادم الامين والمحب العظيم، صفحة 88-89. بتصرّف.