أنس بن مالك

هو الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الخزرجي الأنصاري، وأمه هي أم سُليم بنت ملحان، يكنى بأبي حمزة، أسلم بالمدينة المنورة وهو صغير، وكان غلاماً لا يُحسن القتال في غزوة بدر الكبرى فلم يشارك في القتال فيها، وقد غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثماني غزوات، وهو من علماء الصحابة ورواتهم الكبار، وكان -رضي الله عنه- آخر من مات من الصحابة في البصرة، وله فضائل عظيمة في الإسلام، قال عنه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "ما رأيتُ أشبهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منِ ابنِ أمِّ سليمٍ يعني أنسَ بنَ مالكٍ"،[١] وقد ولاّه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على البحرين، بعد أن استشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في ذلك، فقال له: "ابعثهُ فإنه لبيبٌ كاتب".[٢]


لقب أنس بن مالك

لُقب الصحابي الجليل أنس بن مالك بخادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ أن كان عمره عشر سنوات، حيث أخذته أمه أم سُليم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وبقي أنس يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته عشر سنوات، فنشأ وتربى في بيت النبوة الكريمة، وتعلّم من أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أقواله، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في غاية الرفق به واللطف معه وحُسن المعاملة والإكرام، ومما رواه أنس عن ذلك قوله: "خَدَمْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولَا: ألَّا صَنَعْتَ"،[٣][٤] وقد طلبت أم سليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو لأنس، فقال: "اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ"،[٥] ثم جاءت أم سليم بعد ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لتشكره على دعائه لأنس فقد استجاب الله دعاء نبيّه وبارك لأنس في ماله وولده ورزقه منهما الكثير.[٦]


آثار دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنس بن مالك

كانت لدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- آثارٌ واضحةٌ على حياة أنس بن مالك -رضي الله عنه- فقد أعطاه الله -تعالى- عدداً كبيراً من الأولاد، وقد روي بأنه وُلد له ثمانونَ ولداَ، وقيل مائة، وروي عن أنس أنه قال: "دَفَنتُ من صُلبي مائةً غير اثنين أو قال مائةً واثنين وإن ثَمَرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيتُ حتَّى سئمتُ الحياةَ"، فقد عاش أنس طويلاً، وبلغ عمره أكثر من مائة عام، وأعطاه الله كذلك رزقاً واسعاً وأموالاً كثيرةً، وكان له بستانٌ في المدينة يُثمر في كل عامٍ مرتين، ويُعد أنس بن مالك -رضي الله عنه- من المُكثرين في رواية الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد روى 2286 حديثاً.[٧][٨]


المراجع

  1. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:138، حديث إسناده حسن.
  2. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 275-278. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6038، حديث صحيح.
  4. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 276. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6380، حديث صحيح.
  6. علاء الدين مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، صفحة 280. بتصرّف.
  7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 325-327. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 327. بتصرّف.