الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي

اسمه عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، لقبه أبو حذافة، أو أبو حذيفة، أمه هي تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة، من الصحابة السابقين الأولين، وقيل أنه شهد بدرًا،[١]واشتهر رضي الله عنه بدعابته بين الصحابة، وكان من الذين هاجروا إلى الحبشة، وقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم برسالة إلى كسرى،[٢] وكانت وفاته في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.[١]


أهم ملامح شخصية الصحابي عبد الله بن حذافة

كان من أهم ملامح شخصيته رضي الله عنه قوة العزيمة والثبات على الدين أمام الفتن، وهذا ما تجلى في قصته مع قيصر الروم، فقد روى عنه أبو رافع قائلا: "وجّه عمر جيشًا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه، فقال له ملك الروم: تنصّر أشركك في ملكي، فأبى فأمر به فصُلب، وأمر برميه بالسهام فلم يجزع، فأُنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها، فإذا عظامه تلوح، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى، قال: ردوه، فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب، فقال: قبل رأسي وأنا أخلي عنك، فقال: وعن جميع أسارى المسلمين، قال: نعم، فقبل رأسه فخلى بينهم، فقدم بهم على عمر بن الخطاب، فقام عمر فقبّل رأسه".[١]


قصة الصحابي عبد الله بن حذافة مع كسرى

كان ذلك في السنة السادسة للهجرة، فقد عزم رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- على دعوة ملوك العرب والعجم إلى الإسلام، فبعث إليهم بكتب مع طائفة من الصحابة الكرام، وكان من بينهم عبد الله بن حذافة السهمي، الذي اختاره رسول الله ليحمل كتابه إلى كسرى ملك الفرس، فجهّز راحلته -رضي الله عنه- وودع زوجته وولده، وحيدًا ليس معه أحد إلا الله حتى وصل إلى ديار فارس، فاستأذن بالدخول على كسرى، وأخبر حاشيته بالرسالة التي يحملها، فأمر كسرى بتزيين إيوانه، ودعا العظماء من فارس للحضور، وبعدها أذن لعبد الله بن حذافة أن يدخل عليه، فدخل مرتديًا شملته الرقيقة، وعباءته الصفيقة، تبدو عليه بساطة الأعراب، لكن هامته كانت عالية، وقامته مشدودة، تظهر عليه عزة الإسلام، ويتوقد فيه كبرياء الإيمان.[١]


فلما رآه كسرى مقبلاً أومأ إلى أحد رجاله ليأخذ الكتاب منه، فقال عبد الله: "إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدًا بيد وأنا لا أخالف أمرًا لرسول الله"، فقال كسرى: "اتركوه يدنو مني"، فدنا منه وناوله الكتاب بيده، فدعا كسرى بكاتب عربي من أهل الحيرة وأمره أن يفض الكتاب، ويقرأه عليه، فقرأ الكاتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى"، ولم يكمل القراءة حتى اشتعل كسرى غضبا، واحمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه، وذلك لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأ بنفسه، فأخذ الرسالة من يد الكاتب، ومزقّها دون أن يعلم ما كتب فيها، وكان يصيح وهو يمزقها قائلا: "أيكتب لي بهذا، وهو عبدي"، وأمر بإخراج عبد الله بن حذافة من مجلسه، فخرج عبد الله من المجلس وهو لا يدري ما سيكون مصيره، أهل سيقتلونه أم سيطلقون سراحه، فقال: "والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-"، ثم ركب راحلته وانطلق، فلما سكت الغضب عن كسرى، أمر بإدخال عبد الله عليه فلم يجدوه، وعندما قدم عبد الله على رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- أخبره بما فعل كسرى، وأنَّه قد مزق الكتاب، فلم يزد رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عن قوله: "مزَّق الله ملكه".[١]


ما رواه الصحابي عبد الله بن حذافة عن رسول الله

كان مما رواه أبو حذافة رضي الله عنه من الأحاديث ما جاء عن أيام التشريق،[١] فروي عنه رضي الله عنه قوله: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَهُ أنْ يناديَ في أيامِ التَّشريقِ إنَّها أيامُ أكلِ وشربٍ).[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح د.راغب السرجاني (1/5/2006)، "عبد الله بن حذافة"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
  2. فريق موقع اسلام ويب، "عبد الله بن حذافة "، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
  3. رواه العيني، في عمدة القاري، عن عبدالله بن حذافة السهمي، الصفحة أو الرقم:162، حديث إسناده صحيح.