كان لخالد بن الوليد -رضي الله عنه- خمسة أبناء ذكور، وهم:[١]

  • سليمان بن خالد بن الوليد، وهو أكبرهم، وبه كان يكنّى، وأمّه كبشة بنت هوذة بن أبي عمر.
  • عبد الله الأكبر، وعبد الرحمن، والمهاجر، وأمّهم ابنة أنس بن مدرك الخثعمي.
  • عبد الله الثاني، وأمّه أم تميم الثقفية.


أشهر أبناء خالد بن الوليد

ممّا تجدر الإشارة إليه أنّ عبد الرحمن بن خالد -رضي الله عنه- كان أشهر أبناء خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وفيما يأتي بيان بعض الشيء عنه:[١]

  • أدرك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان فارساً قوياً شارك في معركة اليرموك مع والده وعمره حينئذ ثماني عشرة سنة، كما كان من فرسان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فشهد معه الصلح الذي كان بينه وبين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
  • كما جاهد عبد الرحمن -رضي الله عنه- مع أصحاب رسول الله المُعمِّرين كأبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، وقد كان ممّن شهد جنازة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- ونزل في قبرها مع عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
  • وقد ذُكر في بعض الروايات أنّ عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان يتّصف بشدة الورع والتقوى وممّا يُظهر ذلك أنّه في إحدى غزواته ضد الروم كان قد أمر بقتل أربعة من العدو صبراً، ويُقصَد بقتل الصبر هو القتل الذي لا يكون في حرب ولا على غفلة ولا غِرة بالسيف أو غيره من أنواع السلاح الأخرى،[٢] فما أن بلغه أنّ أبا أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قد ذكر نهي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن قتل الصبر حتى عمد عبد الرحمن -رضي الله عنه- إلى عتق أربع رقاب.


نبذة عن خالد بن الوليد

هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، وأمّه عصماء وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، وتكون أختاً لأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-، ولزوجة العباس بن عبد المطلب لبابة الكبرى، وقد ولد -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، وعُرف بشجاعته وفروسيته منذ طفولته حيث كان من قادة فرسان قريش، وبرع بقدرته الفريدة على القتال بسيفين في آنٍ واحدٍ وقيادة الفرس برجليه، ولم يبرع في ذلك أحد سواه والزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وقد أسلم -رضي الله عنه- في السنة الثامنة للهجرة قبل فتح مكة بستة أشهر،[٣][٤] وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد لقّبه بسيف الله المسلول لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (نِعمَ عبدُ اللهِ، وأَخو العَشِيرةِ، وسَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ على الكُفَّارِ).[٥][٦][٧]


العبقرية العسكرية لخالد بن الوليد

  • أُشير مسبقاً إلى أنّ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- كان يُعرف بشجاعته وفروسيته ويُضاف إلى ذلك أنّه كان يتمتع بحنكة ودهاء عسكري لا مثيل له، جعله من أشهر قادة الجيش الإسلامي، ومن أبرز الغزوات التي أظهرت عبقريته العسكرية كانت غزوة مؤتة التي تمكّن فيها من حفظ كيان وهيبة الجيش الإسلامي، وإنقاذه من هزيمة وإبادة مُحققة.[٨]
  • حيث بلغ عدد المسلمين في هذه الغزوة ثلاثة آلاف مقاتل بينما كان عدد الروم مئتي ألف مقاتل، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد عيّن للجيش قادة ثلاث وبعد استشهادهم تولّى القيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- الذي أسرع إلى وضع معالم خطة عسكرية تُمكّنه من النصر على الروم، وكانت الخطة كما يأتي:[٨]
  • أمر -رضي الله عنه- جنداً من المسلمين بجعل الخيل تجري وتركض بغية إثارة الغبار ليلاً؛ وذلك حتى يظنّ الروم بوصول مدد للمسلمين.
  • عمد -رضي الله عنه- إلى إعادة ترتيب هيكلة الجيش، بحيث جعل ميمنة الجيش ميسرة وكذلك العكس، وجعل مقدمة الجيش مؤخرة وكذلك العكس، وهذا بلا شكّ من شأنه خداع الروم.
  • أمر -رضي الله عنه- جنداً من المسلمين بالصعود على أحد التلال والانتشار على مساحات طويلة ومتفرقة ثمّ يقوموا بإثارة الغبار والتكبير؛ وذلك حتى يظنّ الروم بوجود مدد مستمر للمسلمين.
  • عمد -رضي الله عنه- في اليوم التالي للمعركة بالانسحاب التدريجي بجيشه وقد كان ذلك على مرأى من الروم الذين كانوا قد اعتقدوا أنّ ذلك كميناً لهم سعى إليه خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فلم يقوموا بملاحقة الجيش الإسلامي وبذلك تحقق النصر للمسلمين، فلم يستشهد منهم سوى اثنا عشر رجلاً من بينهم القادة الثلاث بينما تكبّد الروم عدد كبير من القتلى.


المراجع

  1. ^ أ ب عبد العزيز العمري (7-9-2010)، "جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2021. بتصرّف.
  2. "المقصود بقتل الصبر"، اسلام ويب، 2-5-2009، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2021. بتصرّف.
  3. أحمد عيسى، سيرة الصحابي خالد بن الوليد، صفحة 11. بتصرّف.
  4. "خالد بن الوليد"، قصة اسلام، 7-3-2014، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2021. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مسند أبي بكر، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:138، صحيح بشواهده.
  6. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 429. بتصرّف.
  7. أحمد الجدع، فدائيون من عصر الرسول، صفحة 138. بتصرّف.
  8. ^ أ ب جهاد الترباني، مائة من عظماء أمة الاسلام غيروا مجرى التاريخ، صفحة 87-88. بتصرّف.