علي بن أبي طالب

هو ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وزوج فاطمة ابنة رسول الله، ووالد سيدي شباب أهل الجنّة، الحسن والحسين، وكان علي أول الصبيان إسلاماً،[١] وقد كان والده غائباً عند ولادته، فسمّته أمه باسم أسد؛ وذلك على اسم أبيها، وبعد أن عاد لم يعجبه فأسماه عليّاً، ولد علي قبل الإسلام بعشر سنوات، وقد أخذه رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وهو صغير، ورباه تحت جناحه، وقد عُرِف بكنية أبو الحسن نسبةً إلى ابنه الأكبر، واشتُهر بلقب أبي التراب، فقد ذهب -عليه الصلاة والسلام- إلى فاطمة ذات يوم فلم يجد علياً، فسألها عنه فقالت: (كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِندِي فَقالَ رَسولُ اللَّهِ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ، وأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ يَمْسَحُهُ عنْه، ويقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).[٢][٣]


أعمال علي بن أبي طالب

أعمال علي في عهد النبوة

  • استخلاف رسول الله له على أهل بيته: فقد استخلف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- علياً -رضي الله عنه- على أهل بيته في المدينة، وكان ذلك في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة، حتى استغل المنافقون هذا الحدث ليخرجوا الحقد من دواخلهم، فبدؤوا بنشر كلام مسيء عن علي، ومن هذا الكلام أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كلّف علي بالبقاء بالمدينة لاستثقاله إياه لأنّه عبء عليه، وفي هذا القول كشفٌ لنفاقهم، فقد قال علي -كرّم الله وجهه-: (والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ)،[٤] وعندما علم علي بما يشاع من المنافقين، قام ليلحق بجيش المسلمين ليغزوا معهم، فقال للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: يا رسول الله؛ أتخلفني في الصبيان والسناء، فأجابه النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي).[٥][٦]
  • فتح حصون خيبر: يُذكر أنّ يوم خيبر قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه فَنَحْنُ نَرْجُوهَا)،[٧] حتى جاء يوم خيبر وأعطى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الراية لعلي -كرم الله وجهه-، فأخذها وتقدّم بها حتى فتح الله تعالى على يديه حصون خيبر.[٨]


أعمال علي في خلافته

  • النظر في المظالم: كان علي -رضي الله عنه- من أول الخلفاء الراشدين الذين خصصوا يوماً للنظر في المظالم.[٩]
  • وضع علم النحو: ذهب أغلب أهل العلم أنّ الخليفة علي هو من وضع علم النحو، فيُذكر أنّه -رضي الله عنه- قال: "إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء يعني الأعاجم، فأردت أن أصنع شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه".[٩]
  • الاهتمام بالطرق العامة: اهتم الخليفة علي -رضي الله عنه- بالطرقات وممرات الماء، فقد حرص على أن يُبعد أماكن قضاء الحاجة عن مكان سكن الناس، كما أمر بإبعاد المياه الجارية التي تسيل في الوادي عن طريق المسلمين إذا كانت تقطعها، بحيث لا تُعيق حركتهم.[١٠]
  • الاهتمام بمال المسلمين والحفاظ عليه: حرص الخليفة علي -رضي الله عنه- على مراقبة من يعمل في بيت مال المسلمين، بحيث يكون عائد الخراج لأهل الخراج، ممّا يُصلح الاقتصاد، فقد كان يوصي من يُولّيه على الناس بأن يكون نظره نحو عمارة الأرض التي يحكمها، وإن هو أخذ الخراج، عمّرَ فيه الأرض، واتّخذَ المال لخدمة أهل المنطقة،[١١] والخراج هي الأموال التي تتولى الدولة معها وصرفها، مثل الضريبة.


المراجع

  1. "علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، 10/6/2010، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:441، حديث صحيح.
  3. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 498. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:78، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:4416، حديث صحيح.
  6. علي الصلابي، أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صفحة 147-148. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:4209، حديث صحيح.
  8. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 500. بتصرّف.
  9. ^ أ ب محمد بن حسن المبارك، "الإنجازات التنموية الرائدة في عصر الخلافة الراشدة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
  10. علي الصلابي، أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صفحة 362. بتصرّف.
  11. فاطمة السيد، علي بن أبي طالب بالمال العام&source=bl&ots=aNSjXe0Y6u&sig=ACfU3U3RKADOIkn9QAk1Y8E8xRwpUvUaWA&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjz7frE5JHnAhUGaVAKHZwpDA8Q6AEwA3oECAoQAQ#v=onepage&q&f=false السياسة المالية للإمام علي بن أبي طالب من منظور النظام المالي الإسلامي، صفحة 194. بتصرّف.