من هو أبو بكر الصديق؟

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، القرشي التيمي ، يلتقي في النسب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرة بن كعب وكان يُعرف بابن أبي قُحافة، وأبو قحافة لقبٌ لوالده، واسم أم أبي بكر أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر، وهي ابنة عم والده، وقد وُلد أبو بكر بعد عام الفيل بثلاثة أعوام، فهو أصغر من النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنوات، وكان صديقاً له قبل البعثة، وكان من أهل الرئاسة في قريش، وكان محبوباً مُصدقاً لديهم، وكان تاجراً ذا مال كثير، وعالماً بالأنساب، ولما جاء الإسلام كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، وقد أسلمت أمه بعده، وقد أجمع المسلمون على تسميته بالصدِّيق لأنَّه كان أسرع الناس تصديقاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولُقب أيضاً بالعتيق لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد له بالجنة والعتق من النار.[١]


فضائل أبي بكر الصديق

إنَّ لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فضائل كثيرة جداً، يصعب حصرها، وقد وردت على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة عن فضائله وخصائصه التي لم يشاركه فيها أحد، نذكر بعض ما جاء فيها:[٢]

  • تفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالصحبة والمحبة على سائر الصحابة، جاء في الحديث: (إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبَا بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غيرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ إلَّا بَابَ أبِي بَكْرٍ).[٣]
  • تسمية النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالصدّيق، وتمييزه بهذا الاسم عن غيره من الصحابة، جاء في الحديث: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ).[٤]
  • استخلاف النبي -صلى الله عليه وسلم- له للإمامة بالناس في مرضه وإصراره عليه، جاء في الحديث: (مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ فقِيلَ له: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أسِيفٌ إذَا قَامَ في مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، وأَعَادَ فأعَادُوا له، فأعَادَ الثَّالِثَةَ).[٥]
  • بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- له بأنَّه يدعى من أبواب الجنة كلها، جاء في الحديث: (هلْ يُدْعَى مِنْها كُلِّها أحَدٌ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ، وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ يا أبا بَكْرٍ).[٦]


منزلة أبي بكر الصديق

أجمعت الأمة على أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- هو أفضل رجلٍ بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإطلاق، فهو صاحبه ورفيق دربه وخليفته بعد موته، وصاحب السبق الدائم إلى كل خير، جاء في الحديث على لسان الصحابة: (كُنَّا في زَمَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَعْدِلُ بأَبِي بَكْرٍ أحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا نُفاضِلُ بيْنَهُمْ)،[٧] وقد ذكَره الله -تعالى- ومدحه في القرآن الكريم في عدد من الآيات، منها قوله -تعالى-: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}،[٨] فأبو بكر هو الذي كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار أثناء رحلة الهجرة، جاء في الحديث على لسانه: (قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!).[٩][١٠]


المراجع

  1. محمد رضا، أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، صفحة 13. بتصرّف.
  2. ابن بلبان، تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق، صفحة 20. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3654، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:664، حديث صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3666، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3697 ، حديث صحيح.
  8. سورة التوبة، آية:40
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3653، حديث صحيح.
  10. الموسوعة العقدية، "فضل أبي بكر الصديق"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2021. بتصرّف.