علي بن أبي طالب

هو الصحابي الجليل أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالِب بن عبد مَنَاف بن عبد المُطَّلِب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قصي بن كلاب، القرشيّ الهاشميّ، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصهره زوج ابنته فاطمة، وأبو الحسن والحسين، من السابقين الأولين في الإسلام، فهو أول من أسلم من الشباب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، لقَّبَهُ النبي -صلى الله عليه وسلم - بأبي تُراب، روى الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرأ عليه القرآن، وهو من قُضاة الصحابة وعلمائهم، له في الإسلام مناقب عظيمة، فقد شهد الغزوات كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يحمل اللواء في كثير منها، وكان بطلاً شجاعاً ومقاتلاً قوياً، فتح الله على يديه للمسلمين في معارك كثيرة، قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر: (لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه)،[١] وقال عنه أيضاً: (مَن كنْتُ مَوْلاهُ فعلِيٌّ مَوْلاهُ).[٢][٣]


كم عدد مرويات علي بن أبي طالب؟

لقد روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كثيراً من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلغ عدد الروايات الواردة عنه في كتب السنة 423 رواية، وقد تفوق في عدد الروايات على غيره من الصحابة، فقد روى وحده عدداً أكبر من روايات الخلفاء الراشدين الثلاثة مجتمعة، فقد وردت عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- 59 رواية، ووردت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- 240 رواية، ووردت عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- 92 رواية فقط.[٤]


من مرويات علي بن أبي طالب

نستعرض فيما يأتي بعض الأحاديث النبوية التي صحت من مرويات علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:[٥]

  • (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ في بولِ الغلامِ الرَّضيعِ يُنضَحُ بولُ الغلامِ، ويُغسَلُ بولُ الجاريةِ).[٦]
  • (إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ هذه أيَّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ، فلا يَصومُها أَحَدٌ، واتَّبَع النَّاسَ على جَملِهِ يصرُخُ بذلك).[٧]
  • (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَرَقَهُ وفَاطِمَةَ بنْتَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً، فَقالَ لهمْ: ألَا تُصَلُّونَ، قالَ عَلِيٌّ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما أنْفُسُنَا بيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ قُلتُ ذلكَ، ولَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وهو مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ ويقولُ: {وَكانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شيءٍ جَدَلًا}[الكهف: 54]).[٨]
  • (نَهَانِي، يَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي في هذِه، أَوِ الَّتي تَلِيهَا، لَمْ يَدْرِ عَاصِمٌ في أَيِّ الثِّنْتَيْنِ، وَنَهَانِي عن لُبْسِ القَسِّيِّ، وَعَنْ جُلُوسٍ علَى المَيَاثِرِ).[٩]
  • (لقَدْ رأيتُنا ليلةَ بَدرٍ وما مِنَّا إلا نائِمٌ، إلَّا رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - فإنَّهُ كانَ يُصلِّي إلى شجَرةٍ، ويدعو حتَّى أصبحَ. وما كانَ منَّا فارِسٌ يومَ بدرٍ، غيرَ المقدادِ بنِ الأسوَدِ).[١٠]
  • (سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ لكلِّ نبيٍّ حَواريًّا، وحَواريَّ الزُّبَيرُ).[١١]
  • (لم يكُنِ النَّبيُّ بالطَّويلِ ولا بالقصيرِ، شثِنَ الكفَّيْن والقدمَيْن، ضخمَ الرَّأسِ، ضخمَ الكراديسِ، طويلَ المسرَبةِ، إذا مشَى تكفَّأ تكفُّؤًا كأنَّما ينحَطُّ من صبَبٍ، لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه).[١٢]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:4209، حديث صحيح.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن اسيد، الصفحة أو الرقم:3713، حديث حسن صحيح.
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 495. بتصرّف.
  4. رقم السؤال217881 (1/10/2014)، "أحاديث آل البيت الكرام ليست الأقل عددا من أحاديث بقية الصحابة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. بتصرّف.
  5. الإمام أحمد بن حنبل، المسند، صفحة 404. بتصرّف.
  6. رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:610، حديث صحيح.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:567، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:7465، حديث صحيح.
  9. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2078، حديث صحيح.
  10. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:988، حديث صحيح.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:681، حديث إسناده حسن.
  12. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:4، حديث صحيح.