علي بن أبي طالب رضي الله عنه

هو الصحابي الجليل أمير المؤمنين أبو الحسن عليُّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي، فهو ابن عم -النبي صلى الله عليه وسلم- وقد ولد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، وقد كان ملازماّ للنبي -صلى الله عليه وسلم- منذ صغره، فهو أول من أسلم من الصبيان، وهو زوج البتول فاطمة الزهراء بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- سيدة نساء أهل الجنة، وهو أبو الحسن والحسين سبطا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم أجمعين- وهو الذي افتدى النبي -صلّى الله عليه وسلم- بنفسه فنام في فراشه ليلة الهجرة، فهو المقدام الشجاع الذي لا يهاب الموت، فقد شهد المعارك مع النبي -صلّى الله عليه وسلم- وأبلى فيها بلاءً حسناً، وله الكثير من المآثر والفضائل العظيمة، رضي الله عنه وأرضاه.[١]


لقب الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

لقد رويت عدّة ألقاب عُرف بها الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأطلقت عليه، نذكر منها أصح ما نُقل:


أبو تُراب

وهو أحب الألقاب إلى الصحابي علي -رضي الله عنه- لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- من أطلقه عليه، جاء في الحديث: (ما كانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أحَبَّ إلَيْهِ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْ كانَ لَيَفْرَحُ به إذَا دُعِيَ بهَا، جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقَالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ فَقَالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِندِي، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هو فَجَاءَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ فأصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْسَحُهُ عنْه وهو يقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).[٢][٣]


أمير المؤمنين

وهو لقب أطلق عليه عندما تولى خلافة المسلمين بعد مقتل الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأول من لُقب بهذا اللقب هو الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٤]


حيدرة

وهو من أشهر الألقاب التي عرف بها الصحابي علي -رضي الله عنه- وهو لقب أطلقه على نفسه في معركة خيبر، حينما أراد مبارزة مرحب اليهودي رداً عليه، جاء في الحديث: (وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ، إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ، فَقالَ عَلِيٌّ: أَنَا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ، أُوفيهِمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ، قالَ: فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كانَ الفَتْحُ علَى يَدَيْهِ).[٥][٦]


فضائل الصحابي علي رضي الله عنه

لقد حفلت السنة النبوية بذكر العديد من مناقب الصحابي علي -رضي الله عنه- وفضائله الجليلة ومكانته العالية، ومن ذلك:

  • اختياره من قبل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليحمل الراية في غزوة خيبر، وذلك فيما جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، قالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ: أيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا، فَقالَ: أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ؟ فقِيلَ: هو -يا رَسولَ اللَّهِ- يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قالَ: فأرْسَلُوا إلَيْهِ. فَأُتِيَ به فَبَصَقَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ حتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقالَ عَلِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقالَ: انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم مِن حَقِّ اللَّهِ فِيهِ؛ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ).[٧][٨]
  • نزول آيات من القرآن الكريم فيه، فقد جاء في السُّنة: (عَنْ عَلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: أنا أوَّلُ مَن يَجْثُو بيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَومَ القِيامَةِ. قالَ قَيْسٌ: وفيهم نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}،[٩] قالَ: هُمُ الَّذِينَ بارَزُوا يَومَ بَدْرٍ: عَلِيٌّ، وحَمْزَةُ، وعُبَيْدَةُ، وشَيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بنُ عُتْبَةَ).[١٠][٨]
  • زواج علي من فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


المراجع

  1. محمد طقوش (14/9/2017)، "أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6280، حديث صحيح.
  3. عبدالعزيز الشثري (26/6/2011)، "رابع الخلفاء علي بن أبي طالب (1)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
  4. رقم الفتوى: 71280 (29/1/2006)، "الذي أطلق على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:1807، حديث صحيح.
  6. رقم الفتوى: 259420 (29/6/2014)، "مدى شهرة إطلاق لقب (المرتضى) على الخليفة علي بن أبي طالب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:4210، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب قصة الإسلام (10/6/2010)، "علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
  9. سورة الحج، آية:19
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن عباد أو عبادة، الصفحة أو الرقم:4744، حديث صحيح.