أسماء العشرة المبشرين بالجنة

المبشرون بالجنة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرجال والنساء كثيرون، لكنَّ أفضلهم هم العشرة الذين ذكروا في حديث واحد معاً،[١] وهؤلاء الصحابة هم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وهم الذين ورد ذكرهم في نص صريح على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنَّهم من أهل الجنة،[٢] فعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، والزبير في الجنةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ، وسعدُ بن أبي وقاصٍ في الجنةِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنةِ).[٣]


ما هي صفات العشرة المبشرين بالجنة؟

أعلى الصحابة مرتبة هم العشرة المبشرون بالجنة، وأعلى المبشرين هم الخلفاء الراشدون الأربعة، يقول الذهبي: "العشرة المبشرون بالجنة أفضل قريش، وأفضل السابقين المهاجرين، وأفضل البدريين وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة الأمة في الدنيا والآخرة"،[٤] وأمَّا صفاتهم كل على حدا فهي:


صفات أبي بكر الصديق

هو أفضل الصحابة بإجماع أهل السنة على الإطلاق، وقد نزلت آيات من القرآن فيه، وهو أول من أسلم من الرجال، وقد أسلم ستّة من العشرة المبشرين بالجنة على يديه، وعُرف بشدة ورعه، ولُقّب بالصدّيق، وتميّز بهذا اللقب لتسليمه وتصديقه لله وللرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ولعدم اعتراضه على أوامره أو مشورته، كان يُنفق كُلّ ماله في سبيل الله، ولم يكن أحد يسبقه بالخير، وهو صاحب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحبيبه، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال،[٥] : (قُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا).[٦]


صفات عمر بن الخطاب

عُرف -رضي الله عنه- بإيمانه، ودينه، وعلمه، ذُكر بأنَّ الشيطان كان يهابه ويخاف منه، بشّره النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقصر في الجنة، وهو أحب الصحابة إليه بعد أبي بكر، وقد وافق رأيه العديد من آيات القرآن، كما كان مُلِماً بأسباب النزول، وتفسير الآيات، فقد كان ملازماً للنبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واشتهر بعدله، وتحقيقه للمساواة، وبشدة خوفه من الله تعالى ومحاسبته لنفسه، وكان ورِعاً وقافاً عند الحدود.[٧]


صفات عثمان بن عفان

كان -رضي الله عنه- أشبه الناس بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- خَلقاً وخُلُقاً، لُقّب بذي النورين، وقيل أنَّه لُقّب به لأنَّه يُعطَى للمؤمنين نور واحد يوم القيامة ويعطِي الله تعالى عثمان نورين، وقيل لأنَّه كان كريماً في الجاهلية وفي الإسلام، وقيل لأنَّه الصحابي الوحيد الذي تزوّج من اثنتين من بنات النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، عُرِف بحيائه حتى أنَّ الملائكة كانت تستحيي منه، وبإنفاقه في سبيل الله فقد جهَّز جيشَ العسرة كاملاً، وكان جواداً، نهاره للجود والصيام، ولليله للسجود والقيام.[٨]


صفات علي بن أبي طالب

هو أول من أسلم من الصبيان، وأوّل من صلّى، كان له منزلةٌ عظيمةٌ عند النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقد آخى بينه وبين نفسه بعد الهجرة، وكان يسلّمه لواءه في أغلب الغزوات، كان -رضي الله عنه- شديد القوة، بعيد المدى، قوله فصل، وحُكمُه عدل، صاحب علمٍ عظيم، وحكمةٍ بالغة، زاهداً في الدنيا، مستأنساً بالليل، وكانت له هيبة، وعُرف بتعظيمه لأهل الدِّين، وتقريبه للمساكين، وعدله بين القوي والضعيف، كما وصف بأنَّه رباني هذه الأمة.[٩]


صفات طلحة بن عبيد الله

هو أحد الثمانية السبّاقين إلى الإسلام، وأحد أهل الشورى الستة الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم، كما أنَّه أسلم -رضي الله عنه- على يد أبي بكر، جاء في حديث إسناده ضعيف أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال عنه: (من سرَّهُ أن ينظُرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرضِ فلينظُرْ إلى طَلحةَ بنِ عُبيدِ اللَّهِ).[١٠][١١]


صفات الزبير بن العوام

هو أحد أهل الشورى الستة، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، وقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسيفه، ولم يكن يتخلّف عن غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ذَكَر سطيع بن الأسود أنَّه سمِع عمر بن الخطاب يقول عنه: "الزبير ركن من أركان الإسلام".[١٢]


صفات عبد الرحمن بن عوف

هو أحد الثمانية السبّاقين إلى الإسلام، أسلم قديماً قبل أن يبدأ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- دعوته في دار الأرقم، وهو أحد أهل الشورى الستة، شهد بدراً وكل المشاهد بعدها، وكان من الذين ثبتوا يوم أُحد، دعا له النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يسقيه الله تعالى من سلسبيل الجنة، تميّز بمنقبة عظيمةٍ لم يباريه بها أحد وذلك أنَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد صلّى خلفه يوماً في الركعة الثانية من صلاة الفجر، كما أخبر عنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأنَّه شهيد مع أنَّه توفي على فراشه.[١٣]


صفات سعد بن أبي وقاص

كان من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وحاولت أُمّه أن ترده عن دينه بامتناعها عن الطعام، فأبى ولم يشفق عليها، فنزل قول الله تعالى يُحَيِّي موقفه ويُؤَيِّده، فقال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}،[١٤] كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة، وكان رامياً إن رمى أصاب عدُوّه، وهو أول مَنْ رمى سهماً في سبيل الله، يقول عنه علي -رضي الله عنه-: (ما سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفَدِّي أحَدًا غيرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يقولُ: ارْمِ فَدَاكَ أبِي وأُمِّي أظُنُّهُ يَومَ أُحُدٍ).[١٥][١٦]


صفات سعيد بن زيد

هو أحد السبّاقين إلى الإسلام، وأحد التسعة الذين كانوا يقفون دائمًا أمام النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في القتال، ويقفون وراءه في الصلاة، كان -رضي الله عنه- مُستجاب الدعوة، وجاء في الأثر أنَّ والده كان يقول: "أنا أنتظِر نبيًّا من ولد إسماعيل يُبعث ولا أراني أُدركه، وأنا أومن به وأصدِّقه وأشهد أنه نبي، وقال لأحد رفقائه -وهو عامر بن ربيعة-: فإن طالت بك مدة، فرأيته فأَقرِئه مني السلام"، فترعرَع سعيد عند والده على فطرة الوحدانية لله، وكان أثرُ ذلك أنَّه كان مِن السابقين للدعوة.[١٧]


صفات أبي عبيدة بن الجراح

هو أمين هذه الأمة، ومن السباقين إلى الإسلام، هاجر في الهجرتين، شهد بدراً وما بعدها من الغزوات، عُرِف بزُهده، وأمانته وقيادته، وبثباته في الميدان، ودفاعه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٨]


المراجع

  1. فريق موقع اسلام ويب (15/12/2012)، "سبب ذكر العشرة المبشرين بالجنة مع أن المبشرين كُثُر"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  2. د. راغب السرجاني (8/8/2019)، "العشرة المبشرين بالجنة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:115، حديث صحيح.
  4. سليمان السلامة (21/7/2019)، "العشرة المبشرون بالجنة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  5. عمر العيد، شرح لامية ابن تيمية، صفحة 16. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:3662، حديث صحيح.
  7. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 376. بتصرّف.
  8. مصطفى عبدالباقي (11/7/2013)، "عثمان بن عفان رضي الله عنه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.
  9. الطبري، محب الدين، كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 187.
  10. رواه المباركفوري، في تحفة الأحوذي، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:248، حديث إسناده ضعيف جدا.
  11. الطبري، محب الدين، الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 257. بتصرّف.
  12. لطبري، محب الدين، الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 274. بتصرّف.
  13. فريق موقع الدرر السنية، [https://dorar.net/aqadia/3736/
    ثالثا:-فضل-عبد-الرحمن-بن-عوف-رضي-الله-عنه "فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه"]، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.
  14. سورة لقمان، آية:15
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:6184، حديث صحيح.
  16. تامر بدر (7/3/2014)، "سعد بن أبي وقاص"، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.
  17. عبد المنعم حسن (6/9/2014)، "سعيد بن زيد المبشر بالجنة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.
  18. د. راغب السرجاني (1/5/2006)، "أبو عبيدة بن الجراح"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.