الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- هو أول صحابي رمى سهماً في سبيل الله تعالى، وكان ذلك في أول سَريّة في الإسلام، وهي السَريّة التي بعثها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقيادة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، في السنة الأولى من الهجرة، فانضم إليها سعد بن أبي وقاص مع ستين راكباً من المهاجرين خرجوا إلى رابغ ليلقوا عيراً لقريش عائدة من الشام، فاشتبك الطرفان بالسهام وليس بالسيوف، وفي أثناء هذه المجريات أطلق سعد -رضي الله عنه- أول سهم في تلك السرية، وفي ذلك يقول سعد -رضي الله عنه-: "ألا هل أتى رسول الله أني، حميت صحابتي بصدور نبلي"، ويقول صاحب الغروات: "أول سهم قد أصاب عاصِ، سهم رماه ابن أبي وقاص".[١]


من هو سعد بن أبي وقاص؟

نشأته

وُلد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في السنة الثالثة والعشرين قبل الهجرة، وكان ذلك في مكة المكرمة، وفيها نشأ وكبر، حيث عمل في نحت السهام وصناعة الأقواس، ممّا كان لذلك دوراً كبيراً في امتلاكه مهارة الصيد، والرمي في الغزوات، وقد كان سعد يقضي أغلب وقته في مُخالطة شباب قريش وساداتهم، ويتعرَّف على العالم الخارجي من خلال تعرّفه على الحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة في أيام الحجّ، ومواسم التجارة.[٢]


إسلامه

ذكر أهل السير أنّ الصحابي سعد كان من السابقين الأولين في الإسلام، فقد أسلم وعمره سبع عشرة سنة، وأنّه كان ثالث أول الناس دخولاً في الإسلام، فيروى عنه أنّه قال -رضي الله عنه-: "ولقد أتى عليّ يوم، وإنّي لثلث الإسلام"، حيث بايع سعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل دخول دار الأرقم، واتخاذها ملجأً للمؤمنين، وقد كان إسلامه على يد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٣]


شجاعته

عُرِف الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بشجاعته العظيمة، فقد وصفه الإمام الذهبي -رحمه الله- بفارس الإسلام، وقد وصفه ابن كثير -رحمه الله- بالفارس الشجاع، ومن شجاعته أنّه كان في يوم القادسية لا يُغلق عليه بابه عند اشتداد الحرب على الرغم من مرضه الشديد الذي أصابه، وممّا يدلّ على شجاعته أيضاً؛ أنّ يوماً أراد الخليفة عمر -رضي الله عنه- أن يسير إلى العراق بنفسه، فأشار عليه عبد الرحمن أن يبقى هو، ويرسل مكانه قائداً ينوب عنه، فاستشار عمر الصحابة في من يرون أهلاً لذلك، فأجابوه بأنّهم قد وجدوه، وهو الأسد في براثنه، وهو سعد بن أبي وقاص، وكانوا أطلقوا عليه هذا اللقب نظراً لفروسته وشجاعته، حيث إن البراثن تعني في اللغة المخالب، وكان -رضي الله عنه- من الأقلة الذين ثبتوا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم أحد، حتى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فداه بأمه وأبيه لبراعته وشجاعته يومها.[٤]


المراجع

  1. "الصحابي الذي هو أول من رمى بسهم في سبيل الله"، إسلام ويب، 13/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
  2. "سعد بن أبي وقاص"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
  3. خالد محمد خالد، كتاب رجال حول الرسول، صفحة 85. بتصرّف.
  4. يوسف بن حسين بن عبد الهادي المقدسي جمال الدين ابن المبرد، محض الخلاص في مناقب سعد بن أبي وقاص، صفحة 133-134. بتصرّف.